للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لكن نبينا مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن قبله ولا بعده، ولا في عصره من يمكن أن يتلقى عنه الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أية حال من الأحوال، لأنه هو المبلغ العام للبشرية عامة عن الله -عَزَّ وَجَلَّ-، فلا أحد أعلم منه بالله أو بدينه في أي أمر من الأمور، وهذا مما يفضل به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سائر الأنبياء.

فهذه شبه القوم، وردها واضح -إن شاء الله- ولهذا ذكر الشيخ مُحَمَّد بن عبد الوهاب -رَحِمَهُ اللَّهُ- من جملة نواقض الإسلام العشرة: من اعتقد أن أحداً يسعه الخروج عن شريعة مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى؛ ونص عَلَى المثال ليعلم المراد من قوله أن هذا الاعتقاد مخرج لصاحبه من الملة؛ لأن من ادعى أنه خارج عما ذهب إليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنه يحكم تلقائياً عَلَى نفسه بالخروج من الملة والخروج من الدين.

٣) شبهات الفلاسفة والرد عليهم:

أما الفلاسفة فمن الواضح كونهم يزعمون أن الحكمة العقلية تغني عن الشرائع الدينية والنبوية، وهذه الرد عليها واضح؛ لأن العرب الذين بعث الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيهم، كَانَ لديهم الحكماء وكان عندهم ذو الأصبع العدواني وأكثُمَّ بن صيفي وقس بن ساعدة، كل هَؤُلاءِ كَانَ عندهم الحِكَم في أشعارهم، وأقوالهم ولكن لا قيمة لهذه الحكمة ولا قيمة للتحلي بأمثال هذه الأخلاق في نجاة العبد من عذاب الله -عَزَّ وَجَلَّ- لأنها مثل شجرة مقطوعة لا صلة لها بالحياة، ولا صلة لها بالأرض فلا تنمو، فهي خشبة جوفاء، بخلاف الإيمان الذي هو شجرة نامية.

<<  <   >  >>