فمثلاً: إنجيل يوحنا الذي يجادل به النَّصَارَىإلى اليوم ويفسرونه في إذاعاتهم؛ كتب ليثبت أن المسيح ابن الله -تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا- يكتبون الإنجيل ويقولون هذا من عند الله وما هو من عند الله -نعوذ بالله من البهتان ومن الافتراء عَلَى الله عزوجل- فيقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(بهذا أهلكت الأمم قبلكم باختلافهم عَلَى أنبيائهم وضربهم الكتب بعضها ببعض) .
إن القُرْآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضاً -حتى نأخذ آية ونعارض بها الآية الأخرى- بل يصدق بعضه بعضاً فكله من عند الله وكله حق، ولكن منه آيات محكمات هُنَّ أم الكتاب وأخر متشابهات، فالمؤمنون الذين وفقهم الله للحق والخير والهدى يردون المتشابه إِلَى المحكم، فيفهم المتشابه من خلال المحكم، وأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، فهَؤُلاءِ يتركون الآيات الواضحات المحكمات ويذهبون إِلَى المتشابهات ويضربون كتاب الله تَعَالَى بعضه ببعض.
أمثلة لضرب النصوص الشرعية بعضها ببعض
صاحب كتاب أساس التقديس الرازي وأمثاله يستدلون عَلَى نفي الصفات التي يسمونها الصفات الخبرية ونفي الاستواء، وأمثاله بقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَ٦٠٠٢٣١٤يْءٌ [الشورى:١١] وقوله: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الاخلاص:١] إِلَى آخرها وقوله: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً [مريم:٦٥] وأمثال ذلك من المعارضة.
وكثير من النَّاس اليوم يعارضون كلام الله ورسوله بعضه ببعض فمثلاً: حرم الله الربا فَقَالُوا: إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا، البيع حلال فإذا اشتريتُ هذا بـ (١٠٠٠) ريال، فأبيعه بـ (١٥٠٠) ريال ورضي المشتري فهذا حلال، ثُمَّ قَالَ: ما الفرق بين هذا وبين من أقرضته (١٠٠٠) ريال ثُمَّ ردها إليّ بـ (١٥٠٠) ريال؟!! إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا فعارضوا بهذا القياس الباطل كلام الله ورسوله.