للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثاني: توحيد متابعة الرَّسُول صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكما أننا لا نعبد إلا الله، فكذلك لا نتبع اتباعاً مطلقاً بلا اعتراض إلا رَسُول الله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا الأصل تدل عليه الآيات والأحاديث الكثيرة جداً، كما قال الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُول لٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّه [النساء:٦٤] .

حقيقة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم

كما قال جل شأنه: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً [النساء:٦٥] الآية.

وبهذا نعرف حقيقة محبة الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذه المحبة التي هي من أصول الإيمان، فلو أن بشراً كائناً من كَانَ وقع في قلبه مثقال ذرة من كره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما كَانَ من الْمُسْلِمِينَ أبداً، إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يجتمع في قلب العبد كراهيةً للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإيمان بالله وبرسوله، وبما جَاءَ من عنده، فهو ليس بمسلم عَلَى الإطلاق.

من لوازم محبة الله محبة النبي صلى الله عليه وسلم

ومن هنا نعرف حقيقة محبة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بل من لازم محبة الله محبة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [آل عمران:٣١] فالاتباع أصل عظيم من أصول الدين، وهو قاعدة الإسلام التي يقوم عليها؛ بل هو حقيقته ولبه، فلا يكون الإِنسَان مسلماً أبداً إلا إذا اتبع الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظاهراً وباطناً، فإن حصل من العبد انقيادٌ واستسلامٌ ظاهري لِمَا جَاءَ به الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع خلو باطنه من ذلك.

<<  <   >  >>