للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا، بل بالإعراض عن دين الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وبالغفلة عن ذكره تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فإذا قرأنا ما قص الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى علينا من أخبار الأمم الماضية، وما أوصانا وأمرنا به، لوجدنا هذه الحقيقة بيضاء جلية ناصعة، فعلينا أن نعتني بقلوبنا، وأن نطهرها بتقوى الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وبذكر الله وبمداومة قراءة القرآن، والتقرب إِلَى الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى بالأعمال الصالحة، واستغلال مواسم الخير ما استطعنا، ونحاول أن نحول هذه النفوس، من لوامة إِلَى مطمئنة بقدر ما يعيننا الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى-.

ثُمَّ يأتي الشاهد من هذا الموضوع وهو قول الإمام عبد الله بن المبارك رَحِمَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.

وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها.

قَالَ المُصنِّفُ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-:

[فالملوك الجائرة يعترضون عَلَى الشريعة بالسياسيات الجائرة، ويعارضونها بها، ويقدمونها عَلَى حكم الله ورسوله، وأحبار السوء، وهم العلماء الخارجون عن الشريعة بآرائهم وأقيستهم الفاسدة، المتضمنة تحليل ما حرم الله ورسوله، وتحريم ما أباحه، واعتبار ما ألغاه، وإلغاء ما اعتبره، وإطلاق ما قيده، وتقييد ما أطلقه، ونحو ذلك، والرهبان وهم جهال المتصوفة، المعترضون عَلَى حقائق الإيمان والشرع، بالأذواق والمواجيد والخيالات والكشوفات الباطلة الشيطانية، المتضمنة شرع دين لم يأذن به الله، وإبطال دينه الذي شرعه عَلَى لسان نبيه صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والتعوض عن حقائق الإيمان بخدع الشيطان وحظوظ النفس.

فقال الأولون: إذا تعارضت السياسة والشرع قدمنا السياسة!

وقال الآخرون: إذا تعارض العقل والنقل قدمنا العقل!

وقال أصحاب الذوق: إذا تعارض الذوق والكشف، وظاهر الشرع قدمنا الذوق والكشف] اهـ.

<<  <   >  >>