بعض الفقهاء استدلوا بهذا عَلَى أن (بسم الله الرحمن الرحيم) هي آية من كل سورة؛ لأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ فقَالَ: بسم الله الرحمن الرحيمإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ هذه قضية فقهية فرعية، لكن لا بأس أن نقول: إن هذا الاستدلال ليس راجحاً، لأن الإِنسَان يمكن أن يقرأ البسملة قبل أي سورة، يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ثُمَّ يقرأ بالبسملة فتكون قراءته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) ليست لأنها نزلت عليه مع السورة.
ولكن لأن الإِنسَان إذا أراد أن يقرأ فإنه يقول:(بسم الله الرحمن الرحيم) ولأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعل ذلك كالعادة المتبعة في القرآن، وليس لخصوص أن الله أنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيمإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فالمهم أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأها هكذا (بسم الله الرحمن الرحيم) ثُمَّ قَالَ: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ.
معنى الكوثر
سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه هل تدرون ما الكوثر؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فهم لا يعلمون الغيب ولا يعرفون شيئاً حتى يخبرهم ويطلعهم الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عن طريق الوحي الذي يأتي به رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:(هو نهر أعطانيه ربي - عَزَّ وَجَلَّ - في الجنة) .