فإذا جَاءَ أحد قالوا: تعال ابدأ فقدوتك الإمام الغزالي، ابدأ فشك في كل شيء ثُمَّ في القُرْآن والسنة ثُمَّ في نبوة مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والعياذ بالله، وبعد ذلك انظر وابحث واجتهد حتى تصل إِلَى اليقين، ولهذا نجد كثيراً من المتصوفين الكبار، تخرجوا من الصربون، وما يزالون يتخرجون وعلى منهج الغزالي يسيرون، فهم أخذوا العبرة الخطأ والضلال.
ونحن لم نأخذ العبرة وهي أن الإِنسَان يبدأ من حيث انتهى إليه الغزالي، نبدأ بالكتاب والسنة، لماذا نجرب ونجرب؟!
الغزالي رجل غير تقليدي هذا صحيح، لكنه جعل الدين من التقليد، لكنَّ كونه تنقل في هذه الأربعة دليل عَلَى أنه غير تقليدي، ولو كَانَ تقليدياً لتمسك بواحدة من هذه المراحل التي مر عليها وبقي عليها، ولربما كَانَ بقي عَلَى الأصل الإيمان، وهو الدين والإسلام، لكنه شك ثُمَّ شك في أول الأمر، فهو ولد عَلَى الفطرة كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(كل مولود يولد عَلَى الفطرة) وفي آخر الأمر يموت والفطرة عَلَى صدره وهي هذا الدين، فلف لفةً طويلة حتى رجع، لماذا لا يبدأ الطريق من أوله؟! فالدعاة والمربون والموجهون والعلماء، الذين يأتون بالمناهج الشرقية أو الغربية المنحرفة، أو البدع الضالة من صوفية أوعلم كلام أو فلسفات أو نظريات، لماذا لا يأخذون العبرة ويبدأون جميعاً من حيث انتهى أبو حامد، وتكون البداية بأول منزل وهو كتاب الله وسنة رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هذه العبرة التي يجب أن نأخذها جميعاً.