قال عمر رضي الله عنه:"لو أنني بعثت جيشاً فحاصروا حصناً من العجم، فخرج منهم رجل من الحصن المحاصر، فرفع يديه إلى السماء وأشار بإصبعه، فقتلهم المسلمون -لقتلتهم، أو وديتهم " -أي: إما أقتلهم أو أدفع دياتهم- لأنه أشار بالتوحيد، وهي قرينة تدل على الإسلام. فهذا هو القول الصحيح.
فلو رأينا إنساناً يصلي فهو مسلم، لأنه فعل خصيصة من خصائص الإسلام. هذا بالنسبة للفرد، وبالنسبة للدار نعرف أنها دار إسلام أو دار كفر بما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم (أنه كان يبعث الجيش أو السرية في الليل، فيبيتون قريباً من العدو، فإن سمعوا الأذان وإلا أغاروا) فالبلد الذي يؤذن فيه هو بلد إسلام، ثم بعد ذلك نتعرف عن بقية الأحكام، فقد تكون جالية مسلمة فقط، والكفار هم الأكثرية، فهناك علامات مبدئية، ثم بعد ذلك يأتي البحث والاستقصاء، ويأتي الإلزام بالشريعة والتمسك بها. فإثبات الإسلام للإنسان يثبت على القول الصحيح بأي شيء من خصائص الإسلام، وعادات المسلمين وأحياناً قد تكون قرائن، ولكنها ضعيفة. فمثلاً: لو دخلت بيت إنسان، وإذا هو معلق صورة الكعبة على بيته، أو فيها سجادة وبجوارها مصحف، وأنت لم تجد فيها إنساناً، فإنك تستشعر حتى ولو كنت في بلد كفر أن هذه الغرفة يسكنها إنسان مسلم، فلو جاء وقال: السلام عليكم. تأكدت أن هذا مسلم، ولا يعني هذا أنك تشهد له أنه من أهل الجنة، أو أنه كامل الإيمان. فهذا مجرد إثبات مبدئي للأحكام ولا يعني الشهادة له بالجنة، أو بكمال الإيمان.