أولاد فدفنهم فحمله إخوانه على شراً جَارِيَةٍ إِلَى أَنْ أَهْدَاهَا بَعْضُهُمْ لَهُ فَوَقَعَ بِهَا فَرَزَقَهُ اللَّهُ مِنْهَا ذَكَرًا فَفَرِحَ بِهِ وَفَرِحَ النَّاسُ لَهُ فَلَمَّا تَرَعْرَعَ وَشَدَنَ أَتَاهُ جله فاشتد جزع العتبي فَكَانَ يُنْشِدُ
أَبُنَيَّ قَدْ أَوْرَثْتَنِي أَسَفًا وَأَقَامَ ثَكْلُكَ بَعْدُ لِي دَبَقَا
لا أَرْتَجِي مِنْهُ الشفا إِذَا أَبْرَا الدَّوَاءُ مِنَ الْجَوَى وَشَفَا
قَدْ كنت أرجو أن ترى خلفا فإني القضا فَصِرْتَ لِي سَلَفَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بن إبرهيم بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْأنْصَارِيُّ أَبُو بَكْرٍ مِنْ أَهْلِ مُرْسِيَّةَ وَأَصْلُهُ مِنْ غَرْنَاطَةَ وَهُمْ مِنْ وَلَدِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَاضِي الْكُوفَةِ وَأَحَدُ فُقَهَائِهَا سَمِعَ أَبَا عَلِيٍّ وَلازَمَهُ كَثِيرًا وَصَحِبَهُ طَوِيلا وَاخْتَصَّ بِهِ وَهُوَ أَثْبَتُ النَّاسِ فِيهِ وَأَعْلَمُهُمْ بِحَدِيثِهِ وَأَحْفَظُهُمْ لأَخْبَارِهِ وَحِكَايَاتِهِ وَأَضْبَطُهُمْ لأَسْمِعَتِهِ وَرِوَايَاتِهِ وَعِدَّةِ مَا أُخِذَ عَنْهُ مِنَ الدَّوَاوِينِ كَبِيرِهَا وَصَغِيرِهَا نَيِّفٌ وَسَبْعُونَ مِنْهَا ما تكرر سماعه له أو قرأته كالموطا وصحيح البخاري وجامع الترمذي وسنن الدارقطني والموتلف وَالْمُخْتَلِفِ لَهُ فَإِنَّهُ قَرَأَهَا مِرَارًا وَسَمِعَ السُّنَنَ لأَبِي دَاوُدَ مِرَارًا وَلَهُ سَمَاعٌ مِنْ أَبِيهِ أَبِي الْقَاسِمِ وَأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ أبي عِمْرَانَ بْنِ أَبِي تَلِيدٍ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ الْعَرَبِيِّ وَغَيْرِهِمْ وَرَحَلَ حَاجًّا فَسَمِعَ مِنْ أَبِي الْمُظَفَّرِ الشَّيْبَانِيِّ وَأَبِي الْقَاسِمِ أَخِيهِ وَسَمِعَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ كَثِيرًا مِنْ أَبِي طَاهِرٍ السَّلَفِيِّ وَأَبِي مُحَمَّدٍ العثماني وقفل في الأَنْدَلُسِ فِي سَنَةِ ٥٣٠ فَلَزِمَ الاعْتِزَالَ وَالانْقِبَاضَ وَأَرَادَهُ أبو العباس بن الحلال على القضا فامتنع وكان قد كتب لأبي اسحق ابراهيم بن يوسف ابن تَاشَفِينَ وَامْتُحِنَ مَعَهُ لَمَّا نُكِبَ بِإِشْبِيلِيَةَ وَسُلِبَ كتبه وقعد بآخرة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute