وقد سمعت بقراته مِنْ شُيُوخٍ عِدَّةٍ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مِصْرَ فَسَمِعَ بِهَا وَبِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ ثُمَّ اسْتَوْطَنَهَا وَصَارَتْ لَهُ بِهَا وَجَاهَةً وَبَنَى لَهُ أَبُو مَنْصُورٍ عَلَيُّ بن اسحق الْمَعْرُوفُ بِابْنِ السَّلّارِ الْمُلَقَّبُ بِالْعَادِلِ مَدْرَسَةً وَوَقَفَ عَلَيْهَا وَقْفًا وَكَانَ يَدْرُسُ الْفِقْهَ عَلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ وَيَرْوِي الْحَدِيثَ وَقَدْ تَفَرَّدَ فِي وَقْتِنَا هَذَا بِعُلُوِّ الدَّرَجَةِ فِي الإِسْنَادِ وَالْمَعْرِفَةِ وَالإِتْقَانِ وَالضَّبْطِ وَكَانَ يُحِبُّ الشِّعْرَ وَيُجِيزُ عَلَيْهِ بِأَسْنَى الجوايز وَجَمَعَ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا عَنْ أَرْبَعِينَ شَيْخًا سَمِعَ مِنْهُمْ فِي أَرْبَعِينَ بَلْدَةً أَبَانَ بِهَا عَنْ رِحْلَةٍ وَاسِعَةٍ وَقَالَ غَيْرُهُ كَانَ قُدُومُهُ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ٥١١ لِلسَّمَاعِ مِنْ أَبِي عَبْدِ الله بن الخطاب الرَّازِيِّ وَفِي بَيْتِهِ اخْتِرَاقُ بِلادِ الْمَغْرِبِ وَالأَنْدَلُسِ لِلأَخْذِ عَنْ أَصْحَابِ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ وَغَيْرِهِمْ ثُمَّ الْعَوْدِ إِلَى أَصْبَهَانَ بَلَدِهِ فَشَغَلَهُ أَهْلُهَا بِالسَّمَاعِ مِنْهُ وَالإِحْسَانِ إِلَيْهِ وَأَقَامَ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ الرَّازِيُّ سَنَةَ ٥٢٥ وَقَدْ استوفى ماية سنة فخلفه في الإسماع وطال مره لِيَطُولَ بِهِ الانْتِفَاعُ وَمِنْهَا كَتَبَ إِلَى أَبِي عِمْرَانَ بْنِ أَبِي تَلِيدٍ وَأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَتَّابٍ وَأَبِي الْحَسَنِ بْنِ بَقِيٍّ وَأَبِي الْوَلِيدِ بْنِ طَرِيفٍ وَأَبِي بَحْرٍ الأَسَدِيِّ وَأَبِي الْوَلِيدِ بْنِ رُشْدٍ وَأَبِي عَلِيِّ بْنِ سَكْرَةَ وَأَبِي جَعْفَرِ بْنِ جَحْدَرٍ وَأَبِي الْحَسَنِ بْنِ عَفِيفٍ وَأَبِي الْقَاسِمِ بْنِ صَوَابٍ وَأَبِي الْحَسَنِ شُرَيحِ بن محمد وأبي محمد أبي عبد الله بن الحاج وأبي الحسن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute