الشيء "لا" على المعنى الذي ذهب إليه محمد، ولكن أنحاءه تختلف، ولو وجب أن يكون على هذا القول بالسبب الذي ذكره لكان بالظن /٢٩/ على البيت الذي أتى به سيبويه أولى، وهو قول الشاعر:
إن علي الله أن تبايعها
تؤخذ كرها أو تجيء طائعا
لأن هذا إبدال فعل من فعل، وأولى بأن يقول: ليس نظير الأول، وإنما كان يكون طاعنا لو قال: إن هذا ليس بنظير للأول، وهو من غير باب البدل، فأما وباب البدل جامع له فكل مسألة تخالف الأخرى بلفظ أو معنى، والبدل يجمعها كلها، فليس هذا بخلاف في الباب، وكذلك جميع أبواب النحو.
[مسألة [١٨]]
ومن ذلك قوله في دخلت البيت: إنه حذف منه حرف الجر، وإنما البيت ها هنا مفعول صحيح كما قال الله جل ثناؤه:{لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين} وقد مضى تفسير هذا فيما مضى من قبل، فلذلك أمسكنا عنه ها هنا.
قال أحمد: قد ذكرنا في هذه المسألة ما فيه كفاية فيما تقدم، ولم يأت بزيادة فيها غير ما ذكره متقدما فترد أو تقبل إن كانت حقا.
[مسألة [١٩]]
ومن ذلك قوله في آخر هذا الباب في مسألة يقول فيها: جعلت متاعك بعضه أحسن