من بعض في معنى ظننت، وذلك غير معروف في شيء من الكلام.
قال أحمد: إن كان محمد أراد بقوله: وذلك غير معروف، في أن (جعلت) تجري مجرى ظننت في الشك، فلعمري إن هذا غير معروف، وإن كان أراد أنها لا تتعدى إلى مفعولين كما تتعدى ظننت، فهذا غلط منه.
وجعلت على ضربين في الكلام، تكون على معنى صيرت، وتكون بمعنى الاختراع، وذلك قولك: جعلت زيدا عالما وجعلته أميرا، فلم ترد أنك عملت زيدا في نفسه، ولا اخترعته، ذلك لله عز وجل وحده، وإنما أردت أنك صيرته إلى هذه الحال فلا بد من مفعولين معها كما أنه لا بد من مفعولين مع ظننت، وهذا سبيل علمت في بعض الكلام، تتعدى إلى مفعولين فتكون كظننت في تعديها لا في معناها، لأن ظننت شك وعلمت يقين، فليس معناها كمعناها وإنما أشبهتها في التعدي، وكذلك جعلت، تقول: جعل الله /٣٠/ عز وجل الخلق، أي: خلقهم فلا تجاوز مفعولا واحدا، وإن أردت الوجه الآخر تعدت إلى مفعولين كظننت، وهذا [مما] لا يخالف فيه أحد من النحويين.
[مسألة [٢٠]]
ومن ذلك قوله في باب ترجمته: هذا باب ما جرى مجرى الفاعل الذي يتعدى فعله إلى مفعولين، في اللفظ لا في المعنى، وضع فيما فصل فيه بين الجار والمجرور بالظرف في الشعر نحو قوله:
كما خُطّ الكتابُ بكفّ يوما ... يهوديٍّ يقاربُ أو يُزيلُ