لك، فالعوج ثابت للحجر على كل حال ومنتف عن الرجل على وجه المدح لا على معنى الدعاء على الحجر بأن يعوج، وهو كذلك لا محالة، ولو كان على الدعاء لكان كلاما غير بليغ، ولا وجه له على ما ذكرنا، وإنما هو على المدح والتنزيه للرجل من العيب، فنفاه عنه تنزيها له، وجعله للحجر الذي هو موضعه.
[مسألة [٣٣]]
ومن ذلك قوله في باب ترجمته: هذا باب ينتصب فيه المصدر المشبه به على إضمار الفعل المتروك إظهاره زعم أن قوله:
ناجٍ طواه الأينُ مما وَجَفا
طيَّ الليالي زلفا فزلفا
سماوةَ الهلالِ حتى احقوقفا
قال محمد: ذهب إلى أن قوله: طواه الأين، معناه أضمره وأنحفه فجعله سماوةَ الهلال، مثل سماوة الهلال، كما أنه حين قال:
ما إن يمس الأرضَ إلا منكب ... منه وحرفُ الساق طيَّ المِحمَل
عُلم أنه طيان، فقال: طي المحمل، لأن الكلام الذي قبله صار بدلا من قوله طُوي، فكأنه قال: طوي طي المحمل، وإنما انتصب سماوة الهلال بقوله: طي الليالي سماوة الهلال، فهي مفعولة الليالي، فهذا قول أبي عثمان، وهو قول كل نحوي يرجع إلى معرفة.