للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولا يختلف أصحابُنا أن قذف أمِّه هو من جُملة سبِّه الموجِبِ للقتل وأغْلَظ.

وقال القاضي عِياض (١): "كلُّ من سبَّه أو عابَه أو ألحقَ به نقصًا في نفسِه أو نَسَبِه أو دينِه أو خَصْلَةٍ من خِصاله، أو عرَّضَ به، أو شبَّهه بشيءٍ على طريق السبِّ له والإزراء عليه، أو الغض منه والعَيْب له = فهو سابٌّ له يُقْتَل، تصريحًا كان أو تلويحًا. وكذلك من لعنه، أو تمنَّى مضرَّةً له، أو دعا عليه، أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذمِّ، أو عَيَّبَه في جهته (٢) العزيزة بِسُخْفٍ من الكلام، وهُجْرٍ ومُنْكرٍ من القول وزورٍ، أو عيَّره بشيءٍ مما يجري من البلاء والمحنة عليه، أو غَمَصَه (٣) ببعض العوارض البشرية الجائزة والمعهودة (٤) لديه.

قال: وهذا كلُّه إجماع من العلماء وأئمة الفتوى من أصحابه [و] هلُمَّ جرَّا".

وقال مالك: من سبَّه قُتل ولم يُستتب، قال ابن القاسم: أو شتمه أو عابه أو تنقَّصَه قُتِل؛ كالزنديق (٥).

وذكر بعضُ المالكية أن من دعا على نبيٍّ بشيءٍ من المكروه قُتِلَ بلا استتابة (٦).


(١) "الشفا": (٢/ ٣٩٢ - بشرح القاري).
(٢) في الأصل: "جهه" والإصلاح من "الصارم" و"الشفا".
(٣) أي: حقره.
(٤) في الأصل: "المعهود"، وهو سهو.
(٥) انظر "الشفا": (٢/ ٣٩٥).
(٦) ذكره في "الشفا": (٢/ ٣٩٦). والذي في "الصارم" و"الشفاء": "وذكر بعض المالكية إجماع العلماء على أن ... ".

<<  <   >  >>