للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه» (١) . فالأبرار أصحاب اليمين هم المتقربون إليه تعالى بالفرائض، يفعلون ما أوجب الله عليهم ويتركون ما حرم الله عليهم، ولا يكلفون أنفسهم بالمندوبات ولا الكف عن فضول المباحات. وأما السابقون المقربون فتقربوا إليه تعالى بالنوافل بعد الفرائض ففعلوا الواجبات والمستحبات وتركوا المحرمات والمكروهات فلما تقربوا إلى الله بجميع ما يقدرون عليه من محبوباتهم أحبهم الرب حبا تاما وعصمهم من الذنوب واستجاب دعاءهم كما قال تعالى: «ولا يزال عبديَ يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه» . .) إلى آخر ما ذكر في الحديث.

لا يختص أولياء الله بلباس ولا هيئة: وأولياء الله لا يتميزون عن غيرهم من الناس في الظاهر بلباس ولا بهيئة على ما هو مقرر عند أهل العلم والتحقيق من أهل السنة.

قال بعض الأئمة المصنفين في الأولياء: (وليس لأولياء الله شيء يتميزون به عن الناس في الظاهر من الأمور المباحات، فلا يتميزون بلباس دون لباس إذا كان مباحا، ولا بحلق شعر أو تقصيره أو ضفره إذا كان مباحا. كما قيل كم من صديق في قباء، وكم من زنديق في عباء، بل يوجدون في جميع أصناف أمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم إذا لم يكونوا من أهل البدع الظاهرة والفجور، فيوجدون في أهل القرآن، وأهل العلم، يوجدون في أهل الجهاد والسيف، ويوجدون في التجارة والصناع والزراع) .


(١) صحيح البخاري برقم (٦٥٠٢) .

<<  <   >  >>