للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جاء في لسان العرب:

(. . . والإرسال: التوجيه، وقد أرسل إليه، والاسم الرسالة والرسالة والرسول. . . والرسول بمعنى الرسالة يؤنث ويذكر، والرسول المرسل. . . والرسول: معناه في اللغة: هو الذي يتابع أخبار من بعثه، أخذا من قولهم: جاءت الإبل رسلا أي متتابعة. . . . وسمى الرسول رسولا لأنه ذو رسول أي ذو رسالة والرسول اسم من أرسلت وكذلك الرسالة) (١) . وعلى ذلك فالرسول في اللغة إما أن يكون مأخوذا من الإرسال بمعنى التوجيه وهو ظاهر من حيث المعنى وإما أن يكون مأخوذا من التتابع فيكون الرسول هو من تتابع عليه الوحي (٢) .

هذا بالنسبة للمعنى اللغوي لمدلول النبي والرسول، أما في الاصطلاح فللعلماء في تحديد الفرق بين النبي والرسول، وتحديد مسمى كل منهما كلام كثير لا يسلم من نقد. لكن الأمر الراجح عند كثير من أهل العلم أن هناك فرقا بين مسمى النبي ومسمى الرسول وإن اختلفوا في تحديد المراد بكل منهما. وأيضا فإن النبوة أعم من الرسالة فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا (٣) والذي يظهر والله أعلم أن النبي: هو من نبأه الله بشرع سابق ينذر به أهل ذلك الشرع. وقد يؤمر بتبليغ بعض الأوامر في قضية معينة، أو الوصايا والمواعظ وذلك كأنبياء بني إسرائيل إذ كانوا على شريعة التوراة ولم يأت أحد منهم بشرع جديد ناسخ للتوراة، فتكون منزلته حينئذ بمنزلة المجدد لتعاليم الرسل السابقين (٤) .

أما الرسول فهو من بعثه الله بشرع وأمره بتبليغه إلى من خالفوا أوامره. وسواء كان هذا الشرع جديدا في نفسه أو بالنسبة لمن بعث إليهم وربما أتى بنسخ بعض أحكام شريعة من قبله (٥) .


(١) لسان العرب، مادة رسل ١١ / ٢٨٣ - ٢٨٤.
(٢) انظر أصول الدين لعبد القاهر بن طاهر البغدادي، ط٣، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٠١هـ، ص١٥٤.
(٣) انظر شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي، ط٦، المكتب الإسلامي، بيروت، ١٤٠٠هـ، ص١٦٧.
(٤) انظر النبوات، ص٢٢٥- ٢٥٧.
(٥) انظر أصول الدين، ص١٥٤.

<<  <   >  >>