آثار الابتداع المقصود بآثار الابتداع هو بيان المفاسد والمضار الناتجة عن البدعة بوجه عام وفي هذا المبحث سنتكلم عن أهم المفاسد والمضار المترتبة على البدعة وكيفية مقاومتها. ومما يسترعي الانتباه أن آثار الابتداع غير مقتصرة على شخص المبتدع أو من يتعبد بالبدعة بل أن لها آثارا تتعدى ذلك إلى الدين نفسه بالزيادة أو النقصان أو التغيير، وإلى المجتمع المسلم بالتفرق والاختلاف.
ومن المؤسف حقا أن نرى كثيرا من المنتسبين إلى العلم فضلا عن عامة الناس يهونون من أخطار البدعة وربما رأوا أن الاشتغال بذلك غير مجد أو أنه يؤدي إلى تفرقة الأمة. وهذا مما يقلل من خطورة البدعة ويعطي المبتدعة ذريعة للبقاء على بدعهم ونشرها وما علم هؤلاء أن المسلمين ما وصلوا إلى هذا الحد من الانحلال والهزيمة، إلا بسبب انحرافهم عن فهم الإسلام وتطبيقه، وأن الابتداع كان له أكبر الأثر في هذا الانحراف بالإضافة إلى عوامل أخرى ولنأخذ على سبيل المثال الصوفية وهي من أكبر طوائف المبتدعة على نطاق العالم الإسلامي.
- ماذا كان أثرها على المسلمين؟
باختصار شديد. قتلت فيهم روح الجهاد، بدعوى التفرغ لجهاد النفس وعطلت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدعوى الانشغال بعيوب النفس عن عيوب الآخرين، وأظهرت في الناس الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم والصالحين بدعوى حبهم والقيام بحقوقهم إلى غير ذلك من المفاسد.
ولنعد إلى بيان آثار الابتداع فنقول: إن آثار الابتداع كثيرة وذلك لكثرة البدع وشيوعها ولكنني سأقتصر هنا على بيان الأمور المهمة في هذا الجانب.