الأول: أن يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء والشفاعة فيدعو ويشفع كما كان الصحابة يطلبون منه فيدعو لهم. وكما يطلب الخلق منه ذلك في يوم القيامة. وأحاديث الاستسقاء وغيرها توضح ذلك أتم توضيح.
- الثاني: أن يضيف إلى ذلك سؤال الله تعالى بشفاعة نبيه ودعائه وذلك كما في حديث الأعمى فإنه طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء والشفاعة، فدعا له الرسول وشفع فيه وأمره أن يدعو الله فيقول:«اللهم إني أسألك وأتوجه إليه بنبيك محمد نبي الرحمة» الحديث. وفيه:«اللهم فشفعه في» فأمره أن يسأل الله قبول شفاعة نبيه فيه. وسيأتي مزيد شرح لهذا الحديث.
وهذا النوع من التوسل لا يجوز إلا في حياته صلى الله عليه وسلم أما بعد وفاته فلا يجوز بحال من الأحوال. إذ ليس على ذلك دليل صحيح كما سيأتي بيانه.
[التوسل غير المشروع]
٢ - التوسل غير المشروع: ويقصد به التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم، وسؤال الله بجاه نبيه، والإقسام على الله به. وهذا النوع غير مشروع لفقدان الدليل على مشروعيته، فلم ترد به سنة صحيحة ولم يكن الصحابة يفعلونه لا في حياته صلى الله عليه وسلم ولا بعد موته، لا عند قبره ولا في أي مكان آخر. ولم ينقل ذلك عنهم بوجه صحيح يعتمد عليه عند أهل العلم. بل الثابت عنهم أنهم عدلوا عنه إلى غيره، كما فعل عمر مع العباس رضي الله عنهما.
وهذا التوسل غير المشروع هو مقصود غالب المتأخرين بالتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويعتقدون أنه من أفضل القربات، وأنه دليل على حب النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين. وهو أول ما يعولون على إثباته والمنافحة عنه، والرد على ما نعيه، والتشنيع عليهم، حتى يسلم لهم ما أرادوا من تعميم التوسل بالأنبياء والصالحين. وهذا النوع هو ما سأتناوله بشيء من العرض والتفصيل.