للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن لم يستطيعوا ذلك تقربوا إلى الملوك واستعملوا حيلهم في الوقيعة بأهل السنة وإلحاق الأذى بهم، وها هم المعتزلة ومن لف لفهم يسلكون هذا الطريق ولكن هيهات " فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك» (١) . ولا يزال أهل الإسلام من المبتدعة في شر. فكم حاولوا تشويه الحقائق وتلبيس الدين على الناس وكم تحالفوا مع أعداء الله من شياطين الإنس والجن حتى ينشروا بدعهم ولو على حساب السنة. وفي التاريخ الحديث رأينا كيف شجع الاستعمار الصوفية حتى أماتت لدى المسلمين روح العزة والجهاد.

[الفتن والمحن]

٢ - الفتن والمحن: ومن عواقب الابتداع الوخيمة أنه ما ترك الناس السنة وأقبلوا على البدع إلا وضربهم الله بالبلاء والفتن وجعل بأسهم بينهم شديدا وسلط عليهم أعداءهم جزاء لتركهم سنة نبيهم وإعراضهم عن هديه والتمسك به. قال تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام: ٦٥] (٢) ويكفي بلاء أن أعداء الإسلام استغلوا أهل البدع في تعويق الدعوة إلى الإسلام، والصحوة الإسلامية، بضرب المسلمين بعضهم ببعض.

كيفية مقاومة البدع: لا شك أن البدع، مرض خطير يهدد الأمة الإسلامية منذ قرون. وقد ذاقت الأمة بسببه أنواعا من البلاء والفتن. وبقدر انتشار البدع بقدر ما يكون العناء والنصب. فلا بد إذا- والحالة هذه- من مقاومة البدع ما أمكن لإنقاذ من أراد الله هدايته من السقوط في مهاوي البدع والضلالات. ويتأتى ذلك بعدة أمور:


(١) صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين، ٣ / ١٥٢٣.
(٢) سورة الأنعام، آية (٦٥) .

<<  <   >  >>