للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول السبكي (١) .

(إن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائز في كل حال. قبل خلقه وبعد خلقه في مدة حياته في الدنيا، وبعد موته في مدة البرزخ، وبعد البعث في عرصات القيامة والجنة) (٢) ويقسمه إلى ثلاثة أنواع:

- النوع الأول: أن يتوسل به بمعنى أن طالب الحاجة يسأل الله تعالى به أو بجاهه أو ببركته. فيجوز ذلك في الأحوال الثلاثة وقد ورد في كل منها خبر صحيح. وساق تحت هذا النوع حديث توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وسلم (٣) وغيره من الأحاديث.

- النوع الثاني: التوسل به بمعنى طلب الدعاء منه. وقال: إن ذلك كما كان في حياته يجوز بعد موته.

ثم ساق حديثا بسنده عن مالك الدار قال: (أصاب الناس قحط في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا. فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: ائت عمر فأقرئه السلام وأخبره أنهم مسقون وقل له: عليك الكيس الكيس. فأتى الرجل عمر فأخبره فبكى عمر رضي الله عنه ثم قال: يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه) .


(١) هو تقي الدين علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي (٦٨٣- ٧٥٦ هـ) ، فقيه. أصولي. محدث. مفسر. لغوي. من تصانيفه:
الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم. تكملة المجموع للنووي في خمسة مجلدات، شفاء السقام في زيارة خير الأنام، عارض به شيخ الإسلام ابن تيمية في مسألة شد الرحال إلى زيارة القبر النبوي الشريف. وغيرها. انظر. طبقات الشافعية الكبرى، ١٠ / ١٣٩ - ٣٣٨. والدرر الكامنة ٣ / ١٣٤، وما بعدها.

(٢) شفاء السقام في زيارة خير الأنام، تقي الدين السبكي.
طبع مجلس دائرة المعارف العثمانية. حيدر آباد الدكن، ١٣١٥ هـ، ص ١٦٠.

(٣) انظر: ص ٢٧٣، من هذا البحث.

<<  <   >  >>