للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو القائل:

سبحان من أظهر ناسوته ... سر سنا لاهوته الثاقب

ثم بدا في خلقه ظاهرا ... في صورة الآكل والشارب

حتى لقد عاينه خلقه ... كلمحة الحاجب بالحاجب

ويقول:

أنا أنت بلا شك ... فسبحانك سبحاني

فتوحيدك توحيدي ... وعصيانك عصياني

ويتمادى الحلاج في كفره حين يقول:

كفرت بدين الله والكفر واجب ... لدي وعند المسلمين قبيح

ويقول:

إذا بلغ الصب الكمال من الهوى ... وغاب عن المذكور في سطوة الذكر

فيشهد صدقا حيث أشهده الهوى ... بأن صلاة العاشقين من الكفر

ويقول:

ألا أبلغ أحبائي بأني ... ركبت البحر وانكسر السفينة

على دين الصليب يكون موتي ... فلا البطحا أريد ولا المدينة

هذه نبذ من شعره توضح اعتقاده بالحلول وتصرح بكفره الذي أقر به على نفسه، بل اعتقد أن الكفر بدين الإسلام واجب عليه. فلا عجب بعد ذلك إذا ادعى الألوهية قائلا:

أنا الحق والحق للحق ... لابس ذاته فما ثم فرق (١)

وكان يكتب إلى أتباعه واصفا نفسه بالألوهية، ويستتر بين العامة بالتصوف. ومع ادعائه للألوهية كان يتكلم على طريقة فلاسفة الصوفية عن بدء العالم وكيف خلقه الله فيقول:


(١) هذه النصوص نقلتها من كتاب الصوفية في الإسلام، ص٣٦٢ وما بعدها.

<<  <   >  >>