وأخرج البخاري بسنده عن عمر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبده فقولوا: عبد الله ورسوله»(١) .
فاستحق رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون العبد الأول لربه، ولذلك خصه الله من عباده المرسلين بما لم يعطه أحدا غيره، فهو أول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع، وأول مشفع، وأول من تفتح له أبواب الجنة.
ومع وضوح بشريته صلى الله عليه وسلم في كافة أحواله، إلا أن طوائف من المنتسبين إلى الإسلام خالفوا إجماع الأمة فخرجوا بالرسول صلى الله عليه وسلم عن نطاق البشرية وغلوا فيه فوصفوه بصفات الله سبحانه وتعالى.
وسيتضح لنا ذلك في مباحث الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم.
(١) صحيح البخاري. كتاب الأنبياء. باب قول الله تعالى: " واذكر في الكتاب مريم " ٤ / ٢٠٤.