للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه النصوص فأطلقوا على الحقيقة المحمدية أسماء مثل عرش التجلي الذاتي، والقلم الأعلى، وأم الكتاب، إلى غير ذلك من الألقاب الكثيرة التي خلعوها على الحقيقة المحمدية.

يقول أحمد بن إدريس في إحدى صلواته:

(اللهم صل على مولانا محمد نورك اللامع ومظهر سرك الهامع الذي طرزت بجماله الأكوان وزينت ببهجة جلاله الأوان، الذي فتحت ظهور العالم من نور حقيقته وختمت كماله بأسرار نبوته فظهرت صور الحسن من فيضه في أحسن تقويم ولولا هو ما ظهرت لصورة عين من العدم الرميم) (١) .

ويقول في صلاة أخرى:

(اللهم صل على أم كتاب كمالات الذات، عين الوجود المطلق الجامع لسائر التقييدات. صورة ناسوت الخلق، معاني لاهوت الحق، الغيب الذات، والشهادة الأسماء، والصفات الناظر بالكل في الكل من الكل للكليات الجزئيات ٠٠) (٢) .

ويعتقد المسلمون بأن الله خلق هذا الكون من العدم وأوجده على غير مثال سابق. لكن الصوفية تؤمن بأن الله خلق هذا الكون من نور محمد - صلى الله عليه وسلم - ويستشهدون بحديث النور المنسوب إلى جابر بن عبد الله وقد سبق ذكره وبيان بطلانه (٣) .

يقول الدباغ (٤) (اعلم أن أنوار المكونات كلها من عرش وفرش وسموات وأرضين وجنات


(١) مجموعة أحزاب وأوراد ورسائل، ٥٥.
(٢) المصدر نفسه، ٥٦ - ٥٧.
(٣) انظر ص ١٦٤ - ١٦٥ من هذا البحث.
(٤) هو عبد العزيز بن مسعود المعروف بالدباغ، (١٠٩٥ - ١١٣٢هـ) ، صوفي، من أهل فاس بالمغرب، كان أميا لا يقرأ ولا يكتب، ولأتباعه مبالغة في الثناء عليه ونسبة الخوارق إليه. من آثار الإبريز من كلام سيدي عبد العزيز جمعه أحمد بن مبارك السجلماسي. انظر: الأعلام، ٤ / ٢٨. ومعجم المؤلفين، ٥ / ٢٦٢ - ٢٦٣.

<<  <   >  >>