للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - عصمته: وكما حفظ الله قلب نبيه صلى الله عليه وسلم وفطرته. فكذلك عصمه من وجوه كثيرة منها:

- عصمته من تسلط أعدائه عليه بالقتل أو منعه من تبليغ رسالة ربه، قال تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: ٣٠] (١) . وقال تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: ٦٧] (٢) وأخرج البخاري بسنده «عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نجد، فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل معه، فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس يستظلون بالشجر، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة وعلق بها سيفه، ونمنا نومة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، وإذا عنده أعرابي فقال: " إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا، فقال من يمنعك مني فقلت الله (ثلاثا) ولم يعاقبه وجلس» (٣) .

عصمته صلى الله عليه وسلم من كل ما يقدح في نبوته، أو ينفر الناس عن دعوته فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن الآثم، متنزها من كل ما يعيب أو يشين البشر في سلوكهم، بعيدا عن سفاسف الجاهلية. كما عصمه الله عن وقوع الخطأ والنسيان أو الكذب والكتمان فيما ييلغه عن ربه فقال تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى - مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى - وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى - إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: ١ - ٤] (٤) . وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة: ٦٧] (٥) .


(١) سورة الأنفال، آية (٣٠) .
(٢) سورة المائدة، آية (٦٧) .
(٣) صحيح البخاري، كتاب الجهاد، باب من علق سيفه بالشجر في السفر ٤ / ٤٧ - ٤٨.
(٤) سورة النجم، آية (١-٤) .
(٥) سورة المائدة، آية (٦٧) .

<<  <   >  >>