للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما جاء ذلك مبينا في قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده والناس أجمعين» (١) .

فقد وضح هذا الحديث العلاقة بين الإيمان والمحبة، إذ علق كمال الإيمان الواجب على وجود المحبة الراجحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلها شرطا يتوقف عليه الإيمان الذي ينجو به صاحبه من العقاب ويستحق دخول الجنة بفضل الله ورحمته.

ولا يتحقق ذلك إلا إذا كان حب الرسول صلى الله عليه وسلم في قلب المسلم راجحا على حب ما سواه من النفس والمال والولد وسائر البشر أجمعين.

فمن كان حبه لنفسه أو لشيء من الأشياء كحبه لله ورسوله أو أشد فهو من أصحاب الوعيد لأن الله تعالى جعل المحبة الراجحة لله ورسوله من لوازم الإيمان وجعل ما دونها من أوصاف المشركين.

فقال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: ١٦٥] (٢) .

فإذا قويت المحبة في قلب المؤمن وزادت أثمر ذلك زيادة في الإيمان، وذاق العبد حينئذ حلاوة الإيمان.

كما في صحيح البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما. . .» الحديث) (٣) .

ولا يصل العبد إلى هذه المنزلة إلا إذا سعى في تحصيل ما يحبه الله ورسوله من الأقوال والأفعال.


(١) سبق تخريجه ص٤٩.
(٢) سورة البقرة، آية (١٦٥) .
(٣) صحيح البخاري. كتاب الإيمان. باب حلاوة الإبمان ١ / ١٠.
وصحيح مسلم. كتاب الإيمان. باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان ١ / ٦٦.

<<  <   >  >>