للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[الإيمان باليوم الآخر]

(٥٣) ونؤمن أن الله قد جعل لكل نفس أجلا وللحياة على الأرض أجلا تنتهي فيه بالنفخة الأولى في الصور. ثم ينفخ فيه نفخة أخرى فيقوم الناس لرب العباد لفصل القضاء بينهم.

(٥٤) ونشهد أن الجنة والنار مخلوقتان الآن، وباقيتان أبدا وسرمدا وأن أهل الجنة داخلوها ولا شك يوم القيامة وأهل النار مواقعها ولن يجدوا عنها مصرفا.

(٥٥) ونشهد أن الله يخرج عصاة المؤمنين من النار الذين يدخلوها بسبب معاصيهم التي لم يغفرها الله لهم، ولم يكفرها عملهم الصالح.

(٥٦) ونؤمن بأن نعيم الجنة حق نعيم حسي ومعنوي وعذاب النار حق حسي ومعنوي وأنهما كما وصف الله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.

(٥٧) ونشهد أن أهل الجنة واجدون فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ونسأل الله أن يجعلنا منهم، وأهل النار واجدون فيها من العذاب والآلام ما لم يخطر ببالهم، وأكثر مما تتوهمه عقولهم.

(٥٨) ونؤمن بأن من مات من أهل الجنة فانه ينعم في قبره، ومن مات من أهل النار فانه يعذب فيه فنعيم القبر وعذابه حق وسؤال الملكين حق.

(٥٩) ونؤمن ونشهد أن بيننا وبين الساعة علامات كبرى وصغرى ذكر الله بعضها في كتابه وفصلها الرسول صلى الله عليه وسلم في خطابه وأن من العلامات الكبرى الدابة، والدجال ويأجوج ومأجوج ونار تخرج من قعر عدن تحشر الناس إلى أرض المحشر، ونزول المسيح عيسى ابن مريم من السماء في دمشق حيث يحكم بالقرآن ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية.

(٦٠) ومن العلامات الصغرى: تقارب الزمان، وظهور الفتن والقتل، وكثرة النساء وقلة الرجال، وقتال المسلمين لليهود حتى يقول الحجر والشجر [يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله] ، واتفاق المسلمين والنصارى على قتال قوم كفار من دونهم، ثم قتال المسلمين للنصارى وانتصار المسلمين عليهم.

(٦١) ونؤمن أنه لن تقوم الساعة حتى تفتح روما كما فتحت القسطنطينية، وحتى يخرج المهدي من أمة محمد في آخر الزمان يواطئ اسمه اسم الرسول واسم أبيه عبد الله، وأنه ليس المهدى الذي زعمته الشيعة في محمد بن الحسن العسكري.

(٦٢) ونؤمن بأن يوم القيامة طوله كخمسين ألف سنة من سنة الأرض، وأن الناس يقومون فيه لربهم لفصل القضاء بينهم وأنهم يتفاوتون في المحشر حسب إيمانهم ودرجاتهم وأن الميزان حق والصراط حق والحوض حق، وشفاعة سيد المرسلين حق، وشفاعة الشافعين حق.

الإيمان بالقضاء والقدر (٦٣) ونؤمن ونشهد أن الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء بقدر وأنه كتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وأنه ما من شيء يقع في السموات والأرض إلا وعلمه الله وقدره قبل أن يقع ولا يَعرب عن علم الله شيء.

(٦٤) ونشهد أن أهل السعادة قد سجلت لهم السعادة وأهل الشقاوة قد سجلت لهم الشقاوة وأن كل ذلك لا يتغير ولا يتبدل وأنه قد جفت الأقلام وطويت الصحف لا تبديل لكلمات الله.

(٦٥) ونشهد أن الخير والشر بتقدير الله ومشيئته وأن كل إنسان يكسب الخير والشر باختياره، ومشيئته، ولكن لا يوقع الخير إلا بتوفيق من الله وإعانة، ولا يوقع الشر جبرا على الله ولكنه في إطار إذن الله مشيئته.

(٦٦) ولا نقول كما قالت الجبرية ليس للإنسان فعل وأن الإنسان مجبور على عمله ولا خيار له، ولا نقول كما قالت القدرية أن كل إنسان يخلق فعله ويختار عمله وأن اختيار الله له تابع لاختيار الإنسان.

<<  <   >  >>