[أولا الإيمان]
يؤمن أهل السنة والجماعة ويشهدون، ونؤمن معهم بحمد الله ونشهد بأن:
وجود الله تعالى: (١) الله هو الإله الحق الذي شهد بوجوده وربوبيته ووحدانيته كل موجود.
توحيد الذات: (٢) ونؤمن أنه سبحانه وتعالى بذاته فوق عرشه مستو على النحو الذي يليق بجلاله، كما مدح بذلك نفسه في سبع آيات من كتابه، وأن عرشه فوق سبع سماواته.
(٣) وأنه سبحانه الأول الذي ليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء، والظاهر الذي ليس فوقه شيء، والباطن الذي ليس دونه شيء وأن صفاته كلها - كما هي أبدية فهي كذلك أزلية ليس لأوليته ابتداء ولا لآخريته انتهاء.
(٤) وأن ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه شيئا من مخلوقاته {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١] وأنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
(٥) وأنه سبحانه وتعالى لا يحل في شيء من مخلوقاته، ولا يحل فيه شيء من مخلوقاته، وأن كل ما سواه فمخلوق بأمره خاضع لمشيئته.
توحيد الصفات: (٦) وأنه سبحانه الحي القيوم بذاته، المقيم لكل ما سواه، فالعرش والكرسي والسماوات والأرض وكل ما فيها لا قيام لشيء من ذلك إلا به، ولا بقاء لعرش ولا كرسي ولا سماء ولا أرض ولا ملائكة ولا جن ولا إنس إلا بإقامة الله لهم ورعايته وحفظه. . فكل شيء مفتقر إليه ولا يفتقر هو إلى شيء جل وعلا.
(٧) وأنه سبحانه وتعالى العليم الخبير الذي يحيط علمه بالأولين والآخرين، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، وأنه ما من حركة ولا سكون إلا وقد علمه قبل وقوعه ويعلمه حال وقوعه وأنه سبحانه لا يضل ولا ينسى.
(٨) ونؤمن أن الله سبحانه وتعالى هو رب كل شيء ومليكه والمتصرف فيه وأنه لا شريك له في ملكه، ولا ظهير له ولا معين له.
(٩) وأنه سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، وتنزه عن الظلم والجور.
(١٠) وأنه سبحانه وتعالى العليم الحكيم الذي يضع كل أمر في نصابه والذي لا يفعل شيئا سدى وعبثا.
(١١) ونؤمن أن ربنا سبحانه وتعالى يحب ويرضى، ويفرح ويضحك وكذلك يسخط ويمقت ويكره ويغضب وفي كل ذلك لا يشبه شيئا من خلقه.
(١٢) وأنه سبحانه وتعالى يلطف ويرحم، وينجي عباده المؤمنين، كما أنه يخذل ويعذب وينتقم ويستدرج ويمكر بعبيده الظالمين.
(١٣) ونؤمن أنه سبحانه وتعالى يتكلم كما يشاء كما قال {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: ١٦٤] وينزل ويقترب من عباده كما يشاء [ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا عند ثلث الليلة عند ثلث الليلة الآخر] وأن له وجها {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: ٢٧] ويدا {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: ٧٥] وقدما [فيضع رب العزة قدمه فيها] وساقا: (يكشف ربنا عن ساقه) وأن شيئا من صفاته سبحانه وتعالى لا يشبه صفات المخلوقين.
(١٤) ونؤمن أنه سبحانه وتعالى القوي العزيز وأنه على كل شيء قدير، وأنه لا يعجزه شيء، ولا يؤوده حفظ السموات والأرض، ولا حول ولا قوة لأحد ولا لشيء إلا به سبحانه، وأنه الفعال لما يريد.
(١٥) ونؤمن أن الله سبحانه وتعالى هو الجواد الكريم ذو الفضل والإحسان الذي ما من نعمه إلا منه، وما من عطاء إلا من عنده، وأنه لا راد لإحسانه ولا ممسك لفضله.
(١٦) ونؤمن أن الله سبحانه أعظم وأجل من أن يحيط أحد من خلقه علما به {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه: ١١٠] وأنه ليس بعد سلطانه سلطان، ولا بعد ملكه ملك. وأنه لا يستطيع أحد أن يثني عليه كما أثنى هو على نفسه ونؤمن أنه لا يعلم الله على حقيقته إلا الله سبحانه وتعالى.