[ثالثا أصول الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى]
(٨٧) والدعوة إلى الله مهمة هذه الأمة الإسلامية، وكل مسلم مكلف بذلك حسب استطاعته.
(٨٨) وغايات الدعوة أربع: هي هداية الناس إلى دين الله، وإقامة الحجة على المعاندين والمخالفين. وأداء الأمانة التي كلفنا الله بها، وإعلاء كلمة الله في الأرض.
(٨٩) وثمرة الدعوة في الدنيا: إيجاد المسلم الصالح والمجتمع الصالح.
(٩٠) والمسلم الصالح هو الموحد المطيع لله بقدر استطاعته القائم في حدود الله، والمجتمع الصالح هو الذي يقيم حدود الله، ويتعاون أفراده ويتكافلون {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: ٤١] (الحج) .
(٩١) وثمرتها في الآخرة الفوز برضوان الله وجنته.
(٩٢) وكل مسلم رأى منكرا وجب عليه تغييره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه. وليس وراء ذلك إيمان.
(٩٣) ويشترط في تغير المنكر شروط أربعة: أن يكون الناهي عن المنكر عالما بما ينهي عنه، وأن لا يغير المنكر بمنكر، وألا يكون تغيير هذا المنكر سيؤدي إلى منكر أكبر منه وأن يكون الناهي عن المنكر من أهل البراءة من هذا المنكر حتى لا يقع في قوله تعالى {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: ٢] ؟ .
(٩٤) ويجب البدء في الدعوة بالأهم فالأهم. وتوحيد الله هو البداية والنهاية وكل عمل يجب ربطه بالتوحيد.
(٩٥) والدعوة إلى الله وسائلها كثيرة أهمها الدعوة بالسلوك والمثال وهي أن يجعل الداعي من نفسه قدوة لغيره فيمتثلون وإن لم يحثهم على ذلك. وهذه أبلغ الوسائل، والدعوة بالكلمة والدعوة بالمال والإحسان.
(٩٦) وكل من حمل علما ولو كان قليلا شرع له إبلاغه.
(٩٧) ويجوز أن توجد للدعوة جماعات ومنظمات في بلاد المسلمين، وفى غير بلادهم، وبإذن الإمام ويغير إذنه لأن الدعوة فريضة دائمة ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
(٩٨) وتعدد جماعات الدعوة جائز شريطة الالتزام بوحدة المسلمين ومراعاة الأخوة الإسلامية والتعاون على البر والتقوى، وأي جماعة دعوة تدعى اليوم أنها هي جماعة المسلمين فقط وتكفر غيرها فإنما هي جماعة خوارج وشقاق يجب حربها والقضاء عليها.
(٩٩) وليس لجماعة الدعوة قبل التمكن في الأرض وقيام خلافة الإسلام أن تقيم الحدود أو تقتل المخالفين أو المنشقين.
(١٠٠) ويجب في الدعوة اتباع السياسة الشرعية ورعاية مصالح الأمة، واتخاذ الحكمة سبيلا وطريقا عملا بقوله تعالى {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: ١٢٥]
(١٠١) والعرب هم وعاء الإسلام، وحملة رسالته ولم يقبل منهم غيره أو القتل، ولذلك يجب تقديمهم، وحملهم على هذه الرسالة.
(١٠٢) والجهاد والغزو فريضة ماضية إلى يوم القيامة ومن لم يغز أو يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من نفاق.
(١٠٣) ولا يجوز أن نقاتل إلا بعد إعلان الحرب وتميز الصفوف.
(١٠٤) وللقتال في الإسلام أهداف عظيمة فقد شرع للدفع عن المؤمنين وتخليص المستضعفين وتمكين المؤمنين في الأرض حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.