للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واختلاف الناس؟ قال: لا، قال: فهل نظرت في العربية وأيام الناس؟ قال: لا، قال الخليفة: اكشف الرقعة ثم العب، وزال احتشامه وحياؤه منه، وقال له ملاعبه: يا أمير المؤمنين تكشفها ومعنا من تحتشم منه! قال: اسكت فما معنا أحد " (١) .

وبالجملة فإن السلف رحمهم الله كانوا يوصون بالعلم، ويحرضون على طلبه، ويعدونه من أهم وأجل ما ينبغي على المرء فعله، وكانوا يرجون للمتعلم، ويخافون على الجاهل من سوء العاقبة في الدنيا والآخرة.

يقول العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في وصيته للدعاة عن ضرورة طلبهم العلم الشرعي، واعتنائهم به، ويرشدهم إلى الكتب النافعة التي يجب عليهم أن يتعاهدوها ويتعلموها قبل أن يتصدروا لتعليم الناس ووعظهم: " أعظم كتاب وأشرف كتاب أنصح به هو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فأنصح كل داع إلى الله وكل آمر بالمعروف وناه عن المنكر ومعلم ومدرس ومرشد - ذكرا كان أو أنثى - أن يعتني بكتاب الله ويتدبره، ويكثر من قراءته، فهو أصل كل خير، وهو المعلم وهو الهادي إلى الخير، كما قال عز وجل: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: ٩] (٢) .

وهو يهدي بهداية الله إلى الطريق الأقوم إلى سبيل الرشاد، فالواجب على الدعاة والآمرين بالمعروف والمعلمين أن يجتهدوا في قراءته وتدبر معانيه، فإنهم بذلك يستفيدون الفائدة العظيمة، ويتأهلون بذلك للدعوة والتعليم بتوفيق الله عز وجل، ثم أنصح بالسنَّة، وما جاء فيها من العلم والهدى، وأن يراجع الداعي إلى الله والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر والمدرس - ذكورًا وإناثا - كتب الحديث وما ألفه الناس من هذا حتى يستفيد من ذلك، وأهم كتب الحديث وأصحها: (صحيح البخاري) ، و (صحيح مسلم) ، فليكثر من مراجعتهما، والاستفادة منهما ومن بقية كتب الحديث


(١) مفتاح دار السعادة (١ / ١٦٧) ، ويظهر أن عمه كان يزعم العلم.
(٢) الإسراء: ٨٩.

<<  <   >  >>