للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرَّبُّ [تعالَى إلى] (١) خَلقِ السَّماء، فهو كَقَولِهِ تعالَى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} [فصلت: ١١] (٢).

فأمَّا مَن حَمَلَهُ على الحِسِّيَّاتِ، فما عَرف النَّقلَ ولا العَقلَ (٣).

* * *


(١) بياض بـ «الأصل». وهو في «م».
(٢) يُشبهُ قولُهُ بأنَّهُ يُريدُ تأويلَ صِفةِ الاستواءِ. والسَّلَفُ على إِمرارِها على ظَاهِرِها.
(٣) معلومٌ أنَّ الاستدلالَ فرعٌ على الثُّبُوت. ولم يَثبُت الخبرُ، فلا يُستَدَلُّ به.
ولكن، لو صحَّ الخبرُ، فنقُولُ: إنَّ الإضافةَ لله تعالى نوعان:

١ - إضافةُ أَعيانٍ. ... ٢ - إضافةُ معانٍ.
وإضافةُ الأعيانِ نوعانِ:
أ- ملكيَّةٌ. ... ب- تشريفيَّةٌ.
وإضافةُ المعاني نوعانِ:
أ- إذا كانت تقُومُ بالله فهي صفاتٌ.
ب- وإن كانت تقُومُ بغير الله فهي إضافةُ تشريفٍ.
فإضافةُ المعاني إلى الله هي من بابِ إضافةِ الصِّفةِ إلى الموصُوفِ جَزْمًا. وإضافةُ الأعيانِ إلى الله من باب التَّملُّك أو التَّشريف جَزْمًا.
وهُناك نصُوصٌ اتَّفَقَ السَّلَفُ على أنَّها من نُصُوص الصِّفات. وهذه لم يُؤَوِّلها أحدٌ منهم، كالسَّمعِ والبَصَرِ و ... .
وهناك أُمُورٌ تَنَازَع فيها السَّلَفُ، كقوله تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: ١١٥]: هل المُرادُ الوِجهَةُ أم صفة الوَجهِ.
واختلافُ سُفيانَ بنِ عُيَينةَ وأبي يَعلَى في المقصُودِ من هذا الحديث ـ على ضَعفِه ـ يُشبِهُ اختلافَهُم على قوله: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}.
وليس كلامُ سُفيانَ من باب التَّأويلِ، وإنَّما هو المعنى المقصُودُ من اللَّفظ.
فالقَولَان لا يَخرِقَان الأصلَ العَامَّ، وهو أنَّ السَّلَفَ لا يُنكِرون الصِّفاتِ أو يُعَطِّلُونها.
* يُنظَر:

«درءَ تعارُض العقل والنَّقل» لشيخ الإسلام (٤/ ٩)، و «إبطال التَّأوِيلاتِ لأخبار الصِّفاتِ» لأبي يَعلَى (١/ ٣٧٧)، و «المُختَار في أُصُول السُّنَّة لابنِ البَنَّا» شرح عبد العزيز الرَّاجِحِيِّ (ص:٤٨٤).

<<  <   >  >>