٤ - الرفق بأفراد الجيش الإسلامي، حتى أن عمر سن في ذلك نظاما، حيث أمر سعد بن أبي وقاص أن ينزل بالمسلمين كل أسبوع يوما وليلة، ليرتاحوا من تعب المسير ويضعوا عنهم السلاح والمتاع، وترتاح دوابهم.
٥ - الاستمرار في تخيير أهل البلدان المفتوحة قبل المعركة بين الإسلام أو الجزية أو المعركة، وعدم إكراههم على الدين أو القتال أو الجزية، وهذا من الأمور الدستورية الثابتة في النظام الإسلامي؛ لأن هدف الفتوحات الإسلامية ليس التوسع الجغرافي والسياسي، أو الكسب المادي، إنما هو تبليغ دين الله، وإزالة ما يعترض وصوله إلى الناس.
هذه النماذج وغيرها من الوقائع الدستورية في الناحية العسكرية في عهد الخلفاء الراشدين تمت ممارستها واقعيا، ابتداءا من إنفاذ جيش أسامة بن زيد رضي الله عنه في عهد أبي بكر رضي الله عنه، ثم حروب المرتدين، وبقية الفتوحات في عهد الصديق رضي الله عنه، ثم في عهد عمر رضي الله عنه الذي شهد أكبر توسع للدولة الإسلامية في ذلك الوقت، ثم في عهد عثمان رضي الله عنه الذي استكمل الفتوحات العمرية، وسير أول أسطول بحري للدولة الإسلامية.
[لقب رئيس الدولة]
٦ - لقب رئيس الدولة: من الأمور الدستورية الشكلية لقب (رئيس الدولة) باعتباره رمزا يعكس الفكرة التي يقوم عليها نظام الحكم فيها، فكان اللقب السائد هو لقب (الخليفة) أو (أمير المؤمنين) ، وكان أول من لقب بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (١) حيث كان لقب (الخليفة) هو اللقب
(١) د. يوسف على، ود. محمد أبو سعده، دراسات في عصر الخلفاء الراشدين، ص ٤٢.