للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حيث نزل الرسول صلى الله عليه وسلم على رأي الأغلبية، وهو الخروج لملاقاة العدو، وعدم البقاء في المدينة، بينما كان رأي الرسول صلى الله عليه وسلم الشخصي هو البقاء في المدينة للدفاع عنها بدلا من الخروج، فلما رأى البعض أنهم قد أكرهوا الرسول على الخروج، وأرادوا التراجع عن رأيهم، رفض الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك؛ لأن الأمر قد قطع بالشورى وقال: «ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل» (١) .

د - ومن وقائع الشورى في العهد النبوي حفر الخندق في غزوة الأحزاب حيث كان من نتيجة مشاورة الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه أن اقترح سلمان الفارسي رضي الله عنه حفر الخندق، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الرأي.

هذه نماذج من تطبيقات الشورى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمور عامة ذات صبغة سياسية وعسكرية مهمة مما هو من صميم الموضوعات الدستورية.

[إعلان الحرب]

٧ - إعلان الحرب: يعتبر إعلان الحرب من الأمور التي لها شأن في أي دولة من الدول، ويعد من الأمور الدستورية، وقد وقعت عدة وقائع لهذا الأمر في العهد النبوي، وتمهيدا لخوض الحروب في سبيل تبليغ دين الله إلى الناس كافة عمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إعداد قواته المسلحة إعدادا قويا في ثلاثة ميادين هي:


(١) سيرة ابن هشام، جـ٢ ص ٦٣، والحديث أخرجه أحمد (٣ / ٣٥١) عن جابر وهو على شرط مسلم، وأخرجه البيهقي من حديث ابن عباس (٤ / ١١) بسند حسن، وأخرجه الحاكم (٢ / ١٢٨ - ١٢٩، ٢٩٦، ٢٩٧) وصححه ووافقه الذهبي، فقه السيرة الغزالي، تحقيق الألباني، ص ٢٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>