للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٥ - أسلوب تحويل الانتباه: وهذا الأسلوب يستخدم تبعا للظرف الاتصالي، ففي خطبة غزوة بدر حوَّل الرسول صلى الله عليه وسلم انتباه جماعة المسلمين إلى القوة الحقيقية وهي قوة الإيمان لرفع الروح المعنوية للجندي المسلم، وفي خطبة غزوة تبوك حوَّل الرسول صلى الله عليه وسلم انتباه الجيش من المعركة مع العدو إلى الانتصار على النفس وجهادها لتخليص الرأي العام من الجاذبية المادية وجاذبية الهوى وجاذبية الأعراف السائدة , وتقوية الجبهة الداخلية قبل الاتصال الحضاري بالأمم الأخرى.

٦ - أسلوب الإقناع بضرب الأمثال: وقد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب في خطبه تقريبا لما يجب أن تنفعل به النفوس من المعاني وتجسيدا للمعاني والأفكار في شكل محسوس حتى يزداد المتلقي أنسا بها، وقد جاء هذا الأسلوب في خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في أول جمعة صلاها في المدينة، وهو يستمد هذا الأسلوب من منهج الخطاب في القرآن العظيم، فمن سنة الله تعالى في القرآن أن يستخدم ضرب الأمثال لبيان الحق وتقريبه إلى الأذهان (١) .

وهكذا يؤكد القرآن الكريم وهدي النبي صلى الله عليه وسلم على أهمية هذا الأسلوب في الإقناع.

٧ - استثارة الدوافع الإيمانية: وقد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب في خطبة أول جمعة في المدينة المنورة لتقرير الحقائق بشكل لا يقبل النقاش والجدال ولبناء المجتمع الإسلامي الفاضل المتكافل المتراحم على أساس من الأخوة الإيمانية والقيم الإسلامية.


(١) انظر مزيدا من التفاصيل في هذا الجانب عند د. سيد محمد الساداتي، وظيفة الإخبار في سورة الأنعام، مرجع سابق، ص: ٢٥٧.
وانظر د. محمد عبد القادر حاتم، الإعلام في القرآن، مرجع سابق، ص: ٢٢٨.

<<  <   >  >>