للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٨ - أسلوب الإقناع والتبليغ: وقد ظهر هذا الأسلوب بوضوح في خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجيش الإسلامي في غزوة تبوك الذي تجمع من الجزيرة العربية لقتال الروم، وكان بين أربعين (٤٠) وسبعين (٧٠) ألفا، ولذا كانت الخطبة نموذجا للاتصال شبه الجماهيري عندما لا ينظر للمتلقي على اعتبار أنه متلق فقط وإنما بمقتضى هذا الاتصال يصبح المتلقي مرسلا لحمل مسؤولية البلاغ المبين، وتكرر هذا الأسلوب في خطبة حجة الوداع حيث حمل الرسول صلى الله عليه وسلم أهل الموقف يوم عرفات مسؤولية حمل قيم الإسلام وتعاليمه ومبادئه إلى الناس في كل مكان بل إلى الأجيال عبر الزمان كله.

٩ - أسلوب إحكام الاتصال والتزام بث الحقائق والبعد عن الهجاء الجاهلي: لقد كان مجتمع العرب قبل الإسلام هو مجتمع المفاخرة والمنافرة بالحق أو بالباطل، وكان الشعر فيه للمدح والهجاء أكثر من الأغراض الأخرى، وعندما جاء الإسلام علم الرسول صلى الله عليه وسلم فن الاتصال بالناس، فبينما كانت المفاخرة والمنافرة في صفوف المشركين يوم بدر قد أخذت حيزا كبيرا من اتصالهم بالناس كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن الهجاء السياسي وهو يقوم بالإعداد المعنوي لجند الإسلام في بدر، ويوم فتح مكة دخل الرسول صلى الله عليه وسلم خاشعا لله حامدا شاكرا لنعم ربه عليه، هذا الأسلوب هو غاية ما يطمح إليه رجال الإعلام والاتصال بالجماهير , يقول الدكتور عبد الرحمن الشبيلي في معرض حديثه عن الإذاعات الدولية: (عهدنا بهذه الإذاعات منذ الحرب العالمية الثانية وقبيل قيامها وأثناء اشتعالها أنها كانت مرجا للشتائم وبث الكراهية والبغضاء وكان الأمل عند انتهاء الحرب أن

<<  <   >  >>