تتوقف تلك المظاهر غير الإنسانية ولكنها استمرت واتخذت بين المعسكرات المتنافسة وسميت بالحرب الباردة والحرب النفسية، وهي على أي حال لا تهدي إلى طريق السلام، وزاد الطين بلة أن بعض الإذاعات راحت تدعو إلى تخريب الحضارات القائمة على الدين والشرع، هكذا بدل أن تكون الإذاعات بحكم طبيعتها المناسبة المقربة أداة خير ووئام وسلام وتوجيهية أصبحت أداة حرب وتخريب وشر , نحن في العالم العربي هل سخرنا الإذاعات لنشر كلام الله وشرح تعاليم الدين وعرض صفحات التاريخ الإسلامي؟ إذا نظرنا إلى مجموع الإذاعات العربية ككل سنجد أن ذلك ليس إلا بمثابة القطرة في البحر) (١) .
ولذا فإنه جدير برجال الإعلام أن يأخذوا بهذا الأسلوب الفعال في الخطاب الإعلامي النبوي الذي كشفت عنه الدراسة التحليلية لخطب النبي صلى الله عليه وسلم وأكدت أهمية الدراسات الإعلامية المعاصرة وفاء بالواجب وأداء لأمانة البلاغ المبين وتأسيا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
١٠ - أسلوب التعامل مع النفس البشرية بكل جوانبها: لقد كان هدف الخطاب النبوي هو الوصول بالدعوة إلى الإيمان بها إيمانا لا يقف عند حد التصديق والإقناع الفكري والوجداني بما يعرض من الأفكار بل يتعدى ذلك إلى الطمأنينة النفسية التي تحمل على العمل بمقتضى هذا الإيمان وأحكام العمل والحكم عليه بمقتضى هذا الإيمان وما جاءت به شريعة الإسلام من قيم ومثل وأحكام وإن خالف ذلك مقتضى الأهواء والشهوات والتقاليد والعادات.
(١) د. عبد الرحمن الشبيلي، مذكرة الإعلام الدولي، القسم الإعلامي بجامعة الملك سعود (طبعة: دار المعارف، بدون تاريخ) ، ص: ٥.