للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(نيتشه) أن فلسفة الواجب التي نادى بها (كانت) ؟ .

ثم ما الجزاء الذي يناله المرء على استمساكه بفضائل الأخلاق؟ أهو جزاء يقنع العقل ويرضي النفس أم هو سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا؟ (١) .

لذا أفلست أخلاقيات الإعلام في النظام العالمي المعاصر، فقد جاء في مبادئ جمعية الصحف الأمريكية ما نصه: (إن صحفنا تنشر الأخبار بغض النظر عن مصلحتنا الخاصة، إننا لا نقدم معالجة مواتية للأخبار المتعلقة بالمعلنين عندنا مجاملة لهم، ولا نجامل أيضا جماعات الاهتمامات الخاصة كما أننا نغطي الأمور المتعلقة بنا وبموظفينا وعائلاتهم بنفس المعايير التي نطبقها على المؤسسات الأخرى وعلى الأفراد الآخرين، إننا نقوم بتعريف أنفسنا ومؤسساتنا لهؤلاء الذين نحصل منهم على المعلومات لنشرها , ونحن لا ننقل أبدا عمل أي شخص آخر وننتحل شخصيته في عملنا (٢) .

ولكن واقع العمل الإعلامي شيء آخر تماما غير هذه المبادئ؛ وذلك لأن وسائل الإعلام وسائل محايدة لا توجه، وإنما الذي يوجه هو الإنسان فهو الذي يحملها ما يريد من القيم والأفكار والاتجاهات، وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الأشخاص في الولايات المتحدة يكذبون، وأن نسبة الكذب بينهم ٩١% من الذين سجلتهم الدراسة , والنتيجة أن كل فرد من أفراد الشعب الأمريكي يكذب بنسب متفاوتة، يكذبون في كل صغيرة


(١) انظر: د. يوسف القرضاوي، الإيمان والحياة، (بيروت: مؤسسة الرسالة، ١٤٠٥هـ) ، ص: ٢٠٧.
وانظر: د. محمد منير حجاب، مبادئ الإعلام الإسلامي، طبعة ١٩٨٢م، ص: ٦٩.
(٢) جون لهاتلنج، أخلاقيات الصحافة، ترجمة كمال عبد الرءوف، (القاهرة: الدار العربية للنشر والتوزيع، ١٩٩٣م) ، ص: ١١٢ وما بعدها.

<<  <   >  >>