الإسلام حصن لحماية الأخلاق والآداب والنظام من الاعتداء، واحترام لكل حق.
٦ - أساس الحق في الاتصال: لقد أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الخطبة البليغة مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة في أكمل صورها، مقررا أن الناس سواسية بحسب خلقهم وعناصرهم الأولى، قال صلى الله عليه وسلم في الرواية الرابعة:«أيها الناس: إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضل على عجمي إلا بالتقوى، اللهم هل بلغت؟ اللهم اشهد» ، أي كلكم منحدرون من أب واحد، وأم واحدة، فلا فضل لأحدكم على الآخر بحسب عنصره وطبيعته، وإنما معيار التفاضل هو التقوى، وهي ثمرة العمل الصالح، وهكذا صان الإسلام مبدأ المساواة والعدل بين الجميع، ثم ترك الباب مفتوحا أمام كل فرد، للتفاضل بجهده ونتاج عمله وثمرة سعيه وخبرته، ولم يحصر التفاضل في الجوانب المادية فقط كما تزعم الحضارة الغربية المعاصرة، وتكرس ذلك في نظامها الإعلامي المعاصر، ولم يحصر المساواة في العامل الاقتصادي كما يزعم النظام الإعلامي الشيوعي (١) وإنما جعل للاتجاه الروحي دوره البارز في جمع الناس والمساواة بينهم، ولذا قال صلى الله عليه وسلم في الرواية الثالثة:«أيها الناس: اسمعوا قولي واعقلوه، تعلمن أن المسلم أخ للمسلم، وأن المسلمين إخوة» ، وهكذا يقرر الرسول صلى الله عليه وسلم مبدأ المساواة على أساس العقيدة والمبدأ، ومن هنا كانت المساواة في الإسلام مؤكدة لدفع الأفراد نحو السعي والعمل، وسعي الإنسان وعمله كما يكون في مجال السلوك اتباعا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم يكون
(١) انظر مزيدا من التفاصيل في هذا الجانب عند: د. حسن خليل، مفهوم المساواة في الإسلام دراسة ومقارنة (الرياض: دار الرشيد، ١٣٩٣هـ) ص: ٧٢ وما بعدها.