للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال صلى الله عليه وسلم: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث» (١) وقال صلى الله عليه وسلم في خطبة غزوة تبوك: «من أعظم الخطايا اللسان الكذوب، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى , ورأس الحكمة مخافة الله عز وجل، وخير ما وقر في القلوب اليقين» . . . - إلى أن قال - «وشر الروايا روايا الكذب» (٢) .

وهكذا تضافرت الآيات والأحاديث على تقرير أهمية العلم لرجل الاتصالات وأهميته كمقوم من مقومات منهج الاتصال الإسلامي، فحيث لا يكتفي بالعقل في التثبيت والاستقرار، وإنما يصل ذلك التخرج بالقلب في خواطره ومشاعره وأحكامه، فلا يقول الرجل الإعلامي الكلمة، ولا يروي حادثة، ولا ينقل رواية، ولا يحكم حكما، ولا يبرم أمرا، إلا وقد تثبت من كل جزئية ومن كل ملابسات ومن كل نتيجة , فلا يبقى هناك شك ولا شبهة في صحة ما يقول، حتى يكون منهجيا في قوله وحكمه وتقريره.

كما أن العلم ضروري لمضمون الرسالة الإعلامية الذي يوجه الرأي العام يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: الأمر والنهي. . . مشروط بالممكن من العلم والقدرة (٣) إذا فالقيام بواجب البلاغ لا يجب على الجاهل، كما أن كلمة صحافة مثلا تفتح آفاقا جديدة لمنهجية الصحفي في الاطلاع على الأحداث والحقائق في منابعها ثم تقديمها للناس يحتاج إلى العلم حتى يكون


(١) أخرجه الإمام مسلم، صحيح مسلم، جـ ٤، (الرياض: رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، ١٤٠٠هـ) ، ص: ١٩٨٥م (ك: البر والصلة، ب: تحريم الظن) .
(٢) انظر هذه الدراسة، ص: ٤٤.
(٣) شيخ الإسلام ابن تيمية، مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، جـ١٠، (الرياض: طبعة بأمر خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله عندما كان وليا للعهد، ١٣٩٨هـ) ، ص: ٣٤٤.

<<  <   >  >>