للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الصحفي بارا بمجتمعه كريما مع أبنائه وإلا فهو مصحف (١) .

وخلاصة القول أن البعد الفكري في العملية الاتصالية قائم أساسا على العلم، ولا بد أن يكون أثر العلم واضحا فيه، كما أن الحكم على الرسالة الإعلامية لا يمكن أن نصل إليه إلا بالعلم.

البعد الآلي في العملية الإعلامية أيضا يحتاج إلى العلم والمهارات الفنية حتى يمكن تحقيق أكبر أثر للرسالة الإعلامية , والوسيلة لها حكم الغاية والمقصد من استخدامها، والمقاصد الحسنة والغايات السامية تتطلب التألق في استخدام الوسائل المناسبة، والدليل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم صعد الصفا لتبليغ خطبة الصفا حتى يخاطب أكبر عدد من الناس ويوسع دائرة الاتصال.

وقد تعددت وسائل الاتصال وكثرت وأصبحت تحتاج إلى العلم المتخصص لمعرفة خصائص كل وسيلة؛ لأن المقدرة الإقناعية تختلف من وسيلة إلى أخرى، حيث تدل نسبة من الأبحاث الإعلامية أن لكل وسيلة اتصال مقدرة على الإقناع تزيد أو تقل عن غيرها من الوسائل الأخرى، وتشير غالبية الأبحاث إلى أن الإمكانات النسبية لمختلف وسائل الإعلام تختلف بشكل واضح في فاعلية الإقناع حسب الموضوع والجمهور الذي توجه إليه الرسالة، كما أظهرت التجارب المعملية والميدانية أن الاتصال المواجهي الطبيعي أو التلقائي أكثر مقدرة على الإقناع من أشكال الاتصال الأخرى (٢) .


(١) انظر تفصيلا مفيدا في هذا الجانب عند د. أعد علي، الصحافة والإعلام النافع، ط / ١، (دمشق: ك دار السؤال للطباعة والنشر، ١٤٠١هـ) ، ص: ٢٣.
(٢) انظر مزيدا من التفاصيل عند د. جيهان أحمد رشتي، الإعلام ونظرياته في العصر الحالي (القاهرة: دار الفكر العربي، ١٩٧١م) ، ص: ٣٢٠.

<<  <   >  >>