المطعمو الضيف إذا ما شتوا ... والجاعلو القوت على الياسر
وقال "طرفة":
فهم أيسار لقمانٍ إذا ... أغلت الشتوة أبداء الجزر
وهو كثير في أشعارهم، فأراد "علي" بقوله: "كالياسر الفالج ينتظر فوزةً من قداحه، أو داعي الله، فما عند الله خير للأبرار" يقول: هو بين خيرتين: إما صار إلى ما يحب من الدنيا، فهو بمنزلة "المعلى" وغيره من القداح التي لها حظوظ، أو بمنزلة التي لا حظوظ لها -يعني الموت-، فيحرم ذلك في الدنيا، وما عند الله خير له.
والفالج: القامر، يقال: قد فلج عليهم، وفلجهم، وقال الراجز في الفالج:
لما رأيت فالجًا قد فلجا
ومما يبين لك أنه أراد بالحرمان في الدنيا "المنيح" حديث يروى عن "جابر بن عبد الله" قال: "كنت منيح أصحابي يوم بدرٍ".