قال «أبو عبيد»: [و] أما قوله: «لا يتبعنكم القرآن». فإن بعض الناس يحمله على معنى لا يطلبنكم القرآن بتضييعكم إياه, كما يطلب الرجل صاحبه بالتبعة, وهذا معنى حسن يصدقه الحديث الآخر:«إن هذا القرآن شافع مشفع, وماحل مصدق» , فجعله بمحل يصاحبه إذا لم يتبع ما فيه, والماحل: الساعى.
وفيه قول آخر - هو عندى أحسن من هذا - قوله:«ولا يتبعنكم القرآن».
يقول: لا تدعوا العمل به, فتكونوا قد جعلتموه وراء ظهوركم, وهو أشد موافقة للمعنى الأول, لأنه إذا اتبعه كان بين يديه, وإذا خالفه كان خلفه, ومن هذا قيل: لا تجعل حاجتى بظهر: أى لا تدعها فتكون خلفك.
ومن ذلك حديث يروى عن «الشعبى» , قال: حدثنا «الأشجعى, عبيد الله بن عبد الرحمن» , عن «مالك بن مغول» , عن «الشعبى» فى قوله: {فبنذوه