للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم يقع الشروع في بنائها حتى رتب السلطان وقفها وكان بالشام، ورتَّبَ فيها درسًا للفقه الحنفي، ودرسًا للفقه الشافعي، ودرسًا للحديث الشريف، ودرسًا للقراءات، وجعل بها خزانة كتب تشتمل على أمهات الكتب في سائر العلوم (١).

وتولى الحافظ مُغْلَطاي مشيخة الحديث بالظاهرية بعد وفاة ابن سيد الناس -ت ٧٣٤ هـ- وكان مُغْلَطاي قد لازم الجلال القزويني، فتكلم له مع السلطان، فولاه تدريسها.

قال الحافظ (٢): "فقام الناس بسبب ذلك وقعدوا، ولم يُبالِ بهم، وبالغوا في ذَمِّه، وهَجْوِه" قلت: ولعل ما حصل بسبب المنافسات بين الأقران، والتزاحم على المناصب، فلا يستدعي منا طويل وقفة، والله أعلم.

١٠ - جامع آق سنقر (٣):

هذا الجامع قريب من قلعة الجبل، أنشأه الأمير آق سَنْقَر الناصري، أحد مماليك السلطان الملك المنصور قلاون، وأنشأ بجانبه مكتبًا لإقراء أيتام المسلمين القرآن، وقرر فيه درسًا فيه عدة من الفقهاء، وهذا الجامع من أجلِّ جوامع مصر (٤).


(١) "الخطط المقريزية" ٣٧٨: ٢ - ٣٧٩، و"حسن المحاضرة" ٢: ٢٧١.
(٢) "الدرر الكامنة" ٤: ٣٥٢.
(٣) "تاج التراجم": ٣٠٥ وفيه: "ميعاد اقسنقر الناصري".
(٤) "الخطط المقريزية"٢: ٣٠٩ - ٣١٠.

<<  <   >  >>