للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ببنائه على وزن "فَعلٍ" بفتح الفاء وكسر العين. كرجلٍ طعِمٍ ولبِسٍ، أي ذي طعامٍ ولباسٍ. قال الشاعر [من الرجز]

لَسْتُ بِلَيْليٌّ، ولكنِّي نَهِرْ ... لا أُدلِجُ اللَّيْلَ ولكِن أَبتكِر

أي ولكني نَهاريّ، أي عاملٌ بالنهار.

وقد يكونُ (فاعِلٌ) للحِرَفِ "كحائك" في معنى حَوَّاك، كما يكونُ (فَعّالٌ) في غير الحرفِ. كقوله تعالى {وما رَبُّكَ بظلاّمٍ للعبيد} ، أي بذي ظُلمٍ، وقولٍ امرئ القَيْسِ [من الطويل]

وليْسَ بِذي رُمْحٍ، فَيَطْعَنُني بهِ ... ولَيسَ بِذي سَيفٍ، ولَيسَ بِنَبَّال

أي ليس صاحبَ نَبْلٍ، ولم يُرِدْ أنهُ ليس بصانعِ نَبْل.

وهذه الأوزانُ في النّسَبِ سَماعيّةٌ، ولكنَّها واردةٌ بكثرةٍ، فأشبهتْ أن تكونَ قياسيّةً، وقد ذهبَ المُبَردُ إلى أنها قياسيةٌ، وليس ببعيد أن تكون قياسية.

شواذ النسب

ما جاءَ في النّسَبِ مُخالفاً لما سَبقَ تَقْريرُهُ من القواعد، فهو من شواذِّ النسبِ التي تُحفَظُ ولا يُقاسُ عليها. وقد تَقدَّم ذكرُ بضعها والتّنبيهُ عليه. ومنها قولُهم في النسبة إلى البَصْرَة "بِصرِيٌّ"، بكسرِ الباء وإلى الدَّهرِ

<<  <  ج: ص:  >  >>