للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرضيّةً} وهي تلزمُ في هذا الموضع وجوباً، للتبيهِ على أنَّ ما بعدَها هو المقصودُ بالنداءِ.

و"يا" أصلُها حرفُ نداءٍ. فإن لم يكن بعدَها مُنادىً، كانت حرفاً يُقصَدُ بهِ تنبيهُ السامع إلى ما بعدها. وقيلَ إن جاءَ بعدها فعلُ أمرٍ فهي حرفُ نداءٍ، والمنادَى محذوفٌ، كقولهِ تعالى {أَلا يا اسجُدوا} ، والتقديرُ "ألا يا قومُ اسجدوا".وإلا فهيَ حرفُ تنبيه، كقوله {يا ليتَ قومي يعلمون} ، وكحديث "يارُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٌ يوم القيامَةِ". ومنه قول الشاعر [من البسيط]

يا لَعْنَةُ اللهِ وَالأَقْوامِ كُلِّهِمِ ... وَالصَّالحِينَ عَلى سَمْعانَ مِنْ جارِ

والحقُّ أنها حرفُ تنبيهٍ في كلِّ ذلك.

٨- الأَحْرُفُ الْمَصْدَرِيَّةُ

وتسمّى الموصولاتِ الحرفيّة أَيضاً وهي التي تجعلُ ما بعدَها في تأويل مصدر. وهي "أَنْ وأَنًَّ وكي وما ولو وهمزةُ التّسوية"، نحو "سرَّني أَن تُلازمَ الفضيلةَ. أُحِبُّ أنكَ تجتنبُ الرَّذيلةَ. إرحمْ لكي تُرحَمَ. أَوَدُّ لو تجتهدُ. {واللهُ خلقكُم وما تعملون} . {سواءٌ عليهم أَأَنذرتهم أم لم تُنذِرهم} ".

والمصدر المؤولُ بعدها يكونُ مرفوعاً أَو منصوباً أَو مجروراً، بحسب العاملِ قبلَهُ.

(ففي المثال الأول مرفوع، لأنه فاعل. وفي المثال الثاني منصوب،

<<  <  ج: ص:  >  >>