للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَقَدْ سَدَدْتُ عَلَيْكَ كُلَّ ثَنِيَّةٍ ... وَأَتَيْتُ نَحْوَ بَني كِلاَبٍ مِنْ عَلُ

والحالةُ الثانية جرُّهُ لفظاً بمن، على أنهُ مُعرَبٌ، وذلك إن أردتَ التنكيرَ، فحذفتَ المضافَ إليه وجعلتَه نَسياً مَنسيّاً، نحو "نزلتُ من عَلٍ"، تريدُ من مكانٍ عالٍ، لا من فوقِ شيءٍ مُعيّن. ومنه قول الشاعر يصف فرسهُ [من الطويل]

مِكَرٌّ مِفَرٌّ، مُقْبِلٌ مُدبِرٌ مَعاً ... كجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّةُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ

أراد تشبيهَ الفرسِ في سرعته بِجُلمودٍ انحطَّ من مكانٍ عالٍ، لا من عُلْوٍ مخصوصٍ.

٢٣- أسماءُ الزمان، المُضافةُ إلى الجملِ، يجوزُ بناؤها، ويجوز إعرابها. ويرَجّحُ بناءُ ما أُضيفَ منها إلى جملةٍ صَدرُها مبنيٌّ، كقول الشاعر [امرئ القيس / من الطويل]

عَلى حِينَ عَاتَبتُ الْمَشِيبَ عَلى الصِّبا ... فَقُلْتُ أَلَّما تَصْحُ؟ والشَّيْبُ وازِعُ

وقولِ غيرِه [من الطويل]

لأَجتَذِبنْ مِنْهُنَّ قَلْبي تَحَلُّماً ... عَلى حِينَ يَستصْبينَ كُلَّ حَليم

<<  <  ج: ص:  >  >>