للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨- الاستدراكُ، كقولكَ "فلانٌ لا يدخلُ الجنةَ لِسوءِ صنيعهِ، على أنهُ لا يَيأسُ من رحمة اللهِ"، أي لكنَّهُ لا ييأسُ. ومنه قولُ الشاعر [من الطويل]

بِكُلِّ تَداوَينا. فَلَمْ يَشْفِ ما بِنا ... عَلى أَنَّ قُرْبَ الدَّارِ خَيْرٌ مِنَ الْبُعْدِ

عَلى أَنَّ قُرْبَ الدَّارِ لَيْسَ بِنافعٍ ... إِذا كانَ مَنْ تَهْواهُ لَيْسَ بِذي وُدِّ

وقولُ الآخر [من الطويل]

فَوَاللهِ لا أَنسى قَتيلاً رُزِئتُهُ ... بِجانِبِ قَوْسى ما بَقيتُ عَلى الأَرضِ

عَلى أنَّها تَعْفو الْكُلومُ، وإِنَّما ... نُوَكَّلُ بالأَدنى، وَإِنْ جَلَّ ما يَمْضِي

وإذا كانت للاستدراك، كانت كحرف الجر الشبيهِ بالزائد، غيرَ متعلقة بشيءٍ، على ما جنحَ إليه بعضُ المحقّقينَ.

واعلم أنَّ "على" قد تكونُ اسماً للاستعلاء بمعنى "فَوْق"، وذلك إذا سُبِقتْ بِمِنْ كقوله [من الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>