للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال هنا: ليلزم وضعُ الجزء الآخر أو رفعُه راجعان للوضع وللرفع.

قال رحمه الله تعالى: (فالشرطية الموضوعة فيه إن كانت متصلة).

(الشرطية الموضوعة) أي: المذكورة في القياس.

(فيه) أي: القياس الاستثنائي.

قلنا: مِن شرطية، الأُولى شرطية وهي ما قبل لكن.

(فيه) أي: القياس الاستثنائي.

(إن كانت متصلة) وسيأتي ذِكرُ المنفصلة.

(فاستثناءُ عين المقدَّم ينتج عين التالي).

استثناء عين المقدَّم: لكنَّه أو لكنَّ، تأتي بعين المقدَّم لا بنقيضه .. بعينه بذاته، يُنتِج ماذا؟ يُنتِج عين التالي.

أمَّا أن نقول: أنه مؤلَّف من مقدَّم وتالي، إذا استثنينا عينَ المقدَّم لا نقيضَه أنتَج عينَ التالي لا نقيضَه.

(وإلا) أي: بأن لم ينتِج استثناء عين المقدَّم عينَ التالي.

(لزم انفكاكُ اللازم عن الملزوم فيبطُل اللزوم) لأن المقدَّم ما علاقته بالتالي؟ يستلزمه، المقدَّم ملزوم واللازم تالي، فإذا أثبتنا المقدَّم .. عين المقدَّم إذا لم يستلزم، النتيجة تكون التالي .. عين التالي بطَل اللزوم.

إذْ العلاقة بينهما التلازم، فالمقدَّم ملزوم والتالي لازم: إذا كانت الشمس طالعة فالنهار موجود، النهار موجود هذا لازم، والشمس طالعة هذا ملزومٌ.

لكن الشمس طالعةٌ فالنهار موجود، هكذا .. استثناء.

إذا كانت الشمسُ طالعةً فالنهارُ موجودٌ.

فتقول: لكنَّ الشمس طالعةٌ، يُنتج: فالنهارُ موجودٌ.

قال: (وإلا) يعني: وإن لم يكن النتيجة كالسابق -استثناء عين المقدّم ينتج عين التالي- (لزم انفكاكُ اللازم) الذي هو التالي.

(عن الملزوم) الذي هو المقدَّم.

(فيبطُل اللزوم) أي: كون التالي لازماً للمقدَّم. وهذا فيه إشكال.

قال العطار: (قولُه: وإلا يُنتج عين التالي بل أنتج نقيضَه، لزم .. إلى آخره).

(كقولنا: إن كان هذا إنساناً فهو حيوان، لكنه إنسان فهو حيوان).

انظر: إن كان هذا إنساناً، هذا مقدَّم فهو حيوان .. حيوان التالي، لكنه إنسان أين الصغرى وأين الكبرى؟

لكنه إنسان كبرى، فهو حيوان هذه النتيجة.

إذاً: عندنا مقدمتان هنا ليس مقدمة واحدة:

المقدمة الأولى: ما قبل لكن، المقدمة الثانية: ما دخلت عليه لكن: لكنه إنسان.

(فهو) الفاء دخلت على النتيجة، فهو حيوان.

هنا انظر: إن كان هذا إنساناً هذا مقدَّم، فهو حيوان هذا التالي، استثنيتَ بلكن عينَ المقدَّم: إنسان، ما قلت: لكنه ليس بإنسان، استثنيت عين المقدَّم أنتَج: فهو حيوان. عين التالي.

(فلا يُنتج استثناء عين التالي عينَ المقدَّم).

إن كان هذا إنساناً فهو حيوان، لكنه حيوان فهو إنسان. لا ينتج، استثنينا المقدَّم .. عين المقدَّم أنتج عين التالي، لو عكسْنا يعني: استثنينا عين التالي: لكنه حيوان فهو إنسان؟ لا. كذَبَت ليس بإنسان.

(فلا يُنتج استثناءُ عين التالي عينَ المقدَّم؛ إذ لا يلزم من وجود اللازم) الذي هو التالي (وجود الملزوم) الذي هو المقدَّم .. (لا يلزم من وجود اللازم وجود الملزوم).

أي: لجواز كون اللازم أعم من الملزوم، ولا يلزم من وجود الأعم وجود الأخص، كالإنسان الملزوم للحيوان، فيلزم من وجود الإنسان وجود الحيوان ولا يلزم من وجود الحيوان وجود الإنسان.

<<  <  ج: ص:  >  >>