(وهذا ممنوع، بل هو جزءٌ؛ لأن العام بحسب مدلوله كلٌ) اللفظ العام قبل تركيبه، البحث في العام قبل تركيبه، وأما بعد التركيب فهو كُلّيّة، ما معنى كُلّيّة؟ يعني: في قوة قضايا.
مَدْلُوْلُهُ كُلِّيَّةٌ إِنْ حَكَمَا ... عَلَيْهِ فِي التَّرْكِيْبِ مَنْ تَكَلَّمَا
(مَدْلُوْلُهُ) أي: العام.
كُلِّيَّةٌ إِنْ حَكَمَا ... عَلَيْهِ فِي التَّرْكِيْبِ مَنْ تَكَلَّمَا
إذاً: بعد التركيب العام يكون من قبيل الكُلّيّة، وهو الذي فسّره سابقاً بكونه في قوة قضايا ((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)) [المؤمنون:١] أفلح زيد، أفلح عمرو .. إلى ما شاء الله.
وأما قبل ذلك فالمؤمنون زيدٌ مؤمن لم يَثبت له حكمٌ، عمروٌ مؤمن لم يثبت له حكمٌ. هذا البحث الذي فيه دلالة (المؤمنون) على زيدٍ المؤمن، نقول: من دلالة الكل على جزئه فهي دلالة تضمن ولا إشكال في هذا.
(ولا جزءه حتى تكون تضمناً) نقول: هذا ممنوع، (بل هو جزءٌ؛ لأن العام بحسب مدلوله كلٌ، وأفراده التي تحته أجزاءه إما جموعٌ أو آحاد) على الخلاف.
(وأيَّاً كان فعبدٌ جزءٌ من آحاد هذا الجمع وهو عبيدي).
إذاً: عبيدي .. المؤمنون اللفظ العام كلٌ، قيِّد هذه: المؤمنون عبيدي هذا لفظٌ عام وهو كلٌ وله أجزاء، فدلالة العام على أجزائه من دلالة الكل على أجزائه فهي دلالة تضمن.
وأما القول بأنها كُلّيّة نقول: كُلّيّة معناها محكومٌ ومحكومٌ عليه، والمؤمنون ليس عندنا حكم هنا، عندنا محكومٌ عليه وهو المؤمنون، لكن أين الحكم؟ لم يأت بعد.
(ولا جزءه حتى تكون تضمناً) إذاً: هذا ممنوع.
(ولا خارجاً) يعني: دلالة العام على الفرد ليست دلالة على شيءٍ خارجٍ عن مسماه وهو كذلك؛ لأن هذا الفرد داخلٌ تحت المسمى وهو جزءٌ من المسمى.
(ولا خارجاً حتى تكون التزاماً) وهذا مسلَّم.
قال: (بل) هذا انتقال أو إضراب عما سبق.
(بل هو جزئيٌ) وهذا فيه تفصيل، الجزئي سيأتينا أنه ما قابل الكلي.
إن أراد أنه جزئيٌ باعتبار مفهومه وهو الذات المشخَّصة فمسلَّم: عبد، زيد الذي دخل تحت عبيدي أو دخل تحت المؤمنون هل هو جزئيٌ أم جزء؟ نقول: يحتمل.
إن نظرنا إلى ذاته بكون اللفظ دل على مسماه، على أنه ذاتٌ مشخَّصة فهو جزئي؛ لأنه يقابل الكلي، سيأتينا الجزئي أنه ما لا يقبل اشتراك. إذاً: هو جزئي.
لكن باعتبار دخوله تحت اللفظ العام لا، ليس جزئياً بل هو جزءٌ؛ لأن الجزئي إنما يُنظر فيه باعتبار ذاته لا باعتبار كونه داخلاً تحت عامٍ.
إذاً: المؤمنون، زيدٌ المؤمن دخل تحت اللفظ، هل هو جزئي أم جزء؟
نقول: لنا تفصيل الآن، أول في مقام الرد، هو يقول: (بل هو جزئي) نقول: ماذا تعني بجزئي؟
إن قصدتَ أنه باعتبار ذاته لا باعتباره فرداً من العام هو جزئيٌ، لذلك زيد وحده هو كلي أو جزئي؟ جزئي أي: لا يقبل اشتراكاً.