والآن يحسن ذكر الغنى العالي الذي سمَت إليه همم أولياء الله.
قال ابن القيم رحمه الله: فالغني إنما يصير غنياً بحصول ما يسدّ فاقته ويدفع حاجته.
وفي القلب فاقة عظيمة وضرورة تامة وحاجة شديدة لا يسدّها إلا فوْزه بحصول الغني الحميد الذي إن حصل للعبد حصل له كل شيء، وإن فاته فاته كل شيء. إنتهى.
أنظر قوله:(لا يسدّها –يعني فاقته- وضرورته وحاجته إلا فوزه بحصول الغني الحميد) ولأن أفكارنا وهممنا لا تزال هنا فنظن أن فوزنا بالغني الحميد ليعطينا ويغنينا بالأعراض المخلوقة في الدنيا وفي الآخرة، وهذا يريده المؤمن ويطلبه من ربه لئلا نشطح لكن القوم في كلامهم عن الفقر والغِنَى في واد غير وادينا فتعلقهم بذات الإله سبحانه.
ثم قال رحمه الله: فكما أنه سبحانه الغني على الحقيقة ولا غني سواه، فالغنى به هو الغنى في الحقيقة ولا غنى بغيره البته، فمن لم