قال ابن القيم رحمه الله: هذا وأعمال العبد مستحقة عليه بمقتضى كونه عبداً مملوكاً مستعملاً فيما يأمره به سيده.
فنفسه مملوكة وأعماله مستحقة بموجب العبودية فليس له شيء من أعماله كما أنه ليس له ذرّة من نفسه، فلا هو مالك لنفسه ولا صفاته ولا أعماله ولا لما بيده من المال في الحقيقة بل كل ذلك مملوك عليه مستحق عليه لمالكه أعظم استحقاقاً من سيد اشترى عبداً بخالص ماله ثم قال: إعمل وأدّ إليّ، فليس لك في نفسك ولا في كسبك شيء، فلو عمل هذا العبد من الأعمال ما عمل فإن ذلك كله مستحق عليه لسيده وحق من حقوقه عليه.
فكيف بالمنعم المالك على الحقيقة الذي لا تُعَدّ نعمه وحقوقه على عبده ولا يمكن أن تقابلها طاعاته بوجه فلو عذّبه سبحانه لعذبه وهو غير ظالم له وإذا رحمه فرحمته خير له من أعماله، ولا تكون أعماله ثمناً لرحمته ألبتّه. إنتهى.