الرضى بالعمل والسكون إليه يجعل أرض القلب تربة خصيبة لننمو نبات الإعجاب والكبر والدعاوي، والموفق يستعمل هذه الأدوية التي يصفها أطباء القلوب ليزكو عمله ويتخفف من الذنوب، فقد يكون بالإنسان الذي يرى نفسه تقياً نقياً من الكبائر الباطنة ما هو أشد من الكبائر الظاهرة، نسأل الله أن يتوب علينا.
قال ابن القيم في هذه الآفة: والذي يخلّصه من رضاه بعمله وسكونه إليه أمران:
أحدهما: مطالعة عيوبه وآفاته وتقصيره فيه وما فيه من حظ النفس ونصيب الشيطان.
فقلّ عمل من الأعمال إلا وللشيطان فيه نصيب وإن قلّ وللنفس فيه حظ، سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن التفات الرجل في صلاته؟ فقال:(هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد).